شهدت مدينة نيس الفرنسية عددا من الهجمات والأعمال الإرهابية، الأمر الذي يطرح تساؤلات بشأن أسباب استهداف هذه المدينة المطلة على ساحل البحر المتوسط.
ووقعت صباح الخميس حادثة طعن في نيس، وصفها رئيس بلدية المدينة بالعمل الإرهابي. وقتل 3 أشخاص من بينهم امرأة قتلت نحرا، وجرح آخرون على يد شخص يحمل سكينا تم اعتقاله.
ووقع الحادث على بعد أقل من كيلومتر واحد من الموقع الذي شهد عام 2016 حادث دهس حشد يوم الباستيل، ما أسفر عن مقتل العشرات.
ويوم 14 يوليو 2016، كان مسلح يقود شاحنة ثقيلة قبل أن يصدم بها المحتفلين بيوم الباستيل، فيقتل 86 شخصا ويجرح العشرات في هجوم أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه.
وبعد شهر من الحادث، كانت الشرطة الفرنسية تتوقعا هجوما إرهابيا آخر في نيس بعد اكتشافها رسائل نصية متبادلة بين إرهابيين.
وقبله في فبراير 2015، تعرض 3 جنود لاعتداء بالسكاكين أثناء الخدمة أمام مركز لليهود في مدينة نيس.
كما تعتقل الشرطة الفرنسية باستمرار عددا، ممن تصفهم بـ”المتطرفين”، وتقول عنهم إنهم كانوا يحضرون لتنفيذ اعتداءات.
لماذا نيس؟
ويقول الخبير في شؤون الإرهاب، ألبير فرحات، في حديث لـ”سكاي نيوز عربية”، إن مدينة نيس كانت قاعدة لجماعات متطرفة في فرنسا، مضيفا أن العديد من عناصر هذه الجماعات غادروا فرنسا باتجاه ساحات الصراع.
وأوضح أن المدينة تشكل خطرا كبيرا، كما يراها العاملون في الأمن الفرنسي الداخلي.
ولفت الخبير الأمني إلى أن السلطات الفرنسية اعتقلت فتى كان يحضر لهجوم إرهابي في البلاد، قبل أيام، مما يظهر الخطر الذي يحدق بالأمن الداخلي لفرنسا.
وفي تقرير، كشف مجلة “Valeurs actuelles” الفرنسية أن الإسلام السياسي يحتكر مدينة نيس، مبرزة أن فكر تنظيم الإخوان الإرهابي منتشر إلى حد كبير وأن جمعيات تابعة لها تنشط في نحو 19 مسجدا بهذه المدينة.
وتقول مصادر فرنسية إن نيس تعاني “من تقصير أمني”، وهو الأمر نفسه الذي انتقده مراقبون بعد وقوع هجوم 2016.
وسجلت دعاوى قضائية عدة ضد الدولة الفرنسية ونيس على خلفية “التقصير الأمني”، الذي تعاني منه المدينة، والذي يتسبب في اعتداءات كثيرة.
وفي أعقاب هجوم الدهس، انتقد الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، في حوار مع قناة “تي إف 1” الفرنسية، استراتيجية الحكومة الحالية للتصدي للإرهاب.
وذكر: “انعدام الخطر مستحيل، لكن أرغب في القول إن ما كان يجب إنجازه لمنع وقوع مثل هذه الحوادث، لم ينجز”.
*المصدر: سكاي نيوز