تتجه مصر بخطى متسارعة نحو التحول إلى مركز إقليمي للطاقة، خاصة بعد تحويل منتدى غاز شرق المتوسط إلى منظمة رسمية مقرها القاهرة، لتراهن بذلك البلد على موقعها الجغرافي وعلى اكتشافات الغاز الأخيرة في البحر المتوسط، وتصبح لاعبا أساسيا في سوق الغاز.
وعملت مصر على تنمية واستغلال ما لديها من ثروات طبيعية، وسعت للتحول من بلد يكافح لتدبير نفقات استيراد الغاز، إلى بلد مصدر بل وربما إلى لاعب أساسي مؤثر في سوق الغاز العالمي.
فاكتشافات الغاز في البحر المتوسط، وعلى رأسها حقل ظهر بإنتاجه الذي ناهز 3 مليارات قدم مكعب، واتفاقيات ترسيم الحدود مع دول الجوار، وسداد مستحقات الشركات الأجنبية، كلها أمور دفعت إنتاج مصر من الغاز لأعلى مستوياته على الإطلاق.
ووصل إنتاج مصر من الغاز إلى 7 مليارات و200 مليون قدم مكعب يوميا، اكتفت بها مصر ذاتيا بل وتحولت مرة أخرى إلى بلد مصدر للغاز.
وأوضح خبير قطاع الطاقة حسني الخولي، لـ”سكاي نيوز عربية”، أن عددا من العوامل لعبت دورا في تعزيز دور مصر بسوق الغاز العالمي، من بينها “تعديل التشريعات، وتعيين وترسيم الحدود، وسداد المتأخرات، والاستفادة من الموارد الغنية التي لم تكتشف بعد، مثل البحر الأحمر”.
وفيما كانت الأنظار كلها تتجه صوب منطقة شرق البحر المتوسط وما تحمله من ثروات للغاز، جاءت مبادرة مصر بتأسيس منظمة غاز شرق لمتوسط مع 6 دول أخرى، لتكون بمثابة سوق إقليمية تعمل على استغلال ثروات الغاز وتأمين احتياجات الدول الأعضاء.
واعتبرت مصر هذه المنظمة، نقطة فاصلة في جهودها للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة، بما لديها من بنية تحتية قادرة على استقبال الغاز المكتشف في البحر المتوسط، وإسالته وإعادة تصديره.
وفي هذا الصدد، قال وزير البترول الأسبق، أسامة كمال، لـ”سكاي نيوز عربية”: “لدينا شبكة رئيسية تمتد إلى أكثر من 6 آلاف كلم طولي، تنقل الغاز من أي مكان في مصر، إلى أي مكان في مصر، وتستطيع أن توصله إلى محطات الإسالة”.
وتابع: “على سبيل المثال، إذا كان هناك غاز مكتشف في خليج السويس، فإنه سيدخل الشبكة التي تستطيع تصديره من إدكو أو دمياط”.
وينطبق ذلك، وفقا للوزير السابق، على المواد البترولية، قائلا: “هناك شبكة كبيرة جدا لربط الخام على مستوى الجمهورية والمنتجات أيضا، مع مستودعات التخزين ومعامل التكرير”.
زيادة وتيرة إنتاج الغاز في مصر وطرح مزايدات في مناطق جديدة كالبحر الأحمر وشرق وغرب البحر المتوسط، شجع كبرى الشركات العالمية للمنافسة على اقتناص حصة من اكتشافات الغاز، حيث وقعت مصر مؤخرا 12 اتفاقية جديدة للبحث والاستكشاف، رغم تحديات أزمة كورونا.