مانشيت-متابعات
تحاول مليشيا الحوثي الإرهابية تقديم حربها التدميرية على اليمنيين باعتبارها معركة ضد الإرهاب خدمة للولايات المتحدة التي تخطب المليشيا ودها بهكذا خطاب زائف. وفي ذات الوقت تحاول إقناع مقاتليها الذين تسوقهم إلى الموت بأن الحرب على اليمنيين في مأرب وتعز والساحل الغربي والضالع هي حرب على أمريكا وإسرائيل وأن من يقاتل في الجبهات ضد المليشيا هم محتلون أجانب. تكذب على الخارج بأنها تحارب القاعدة وتوزع تهم الإرهاب على شعب بأكمله، وتكذب على قطعان المغرر بهم أنها تحارب جيشا أمريكيا وإسرائيليا بينما هي تقتل اليمنيين وتدمر مقدرات الشعب وتشرد مئات الآلاف من بيوتهم ومناطقهم في الريف والمدينة لخدمة مشروع إيران التوسعي التدميري في المنطقة. وإذا كانت واشنطن أو دوائر غربية قد اعتقدت بداية الانقلاب وتمدد المليشيا الحوثية أن هذا المد الشيعي الصفوي الذي يمثله الحوثيون سيدمر البنية التحتية للإرهاب فإن هذا التقييم أثبتت سنوات الحرب الست الماضية أنه كارثي وغير صائب وأن من تدمر هو الشعب وبنية الدولة التحتية، بجانب تهديد أحد أهم الممرات الملاحية والتجارية الدولية. قبل أربع سنوات نفذت واشنطن عملية عسكرية عبر الإنزال الجوي في محافظة البيضاء ضد معقل للقاعدة في المناسح بمديرية ولد ربيع، وكانت هذه العملية تكفي لتأكيد كذب وافتراء المليشيا وادعاء محاربتها للقاعدة لأن الأخيرة تتواجد في مناطق سيطرة الحوثيين وتتجاور معهم أيضا وبينهما تنسيق مشترك. لم تحرر المليشيا الحوثية محافظة البيضاء من القاعدة كما تسوق، حربها، للأمريكان والخارج ولم تحارب أمريكا رغم أن الجيش الأمريكي نفذ عملية إنزال جوي في مناطق سيطرتها في البيضاء، أي أن الأمريكيين جاءوا إلى مسرح عملياتها، دون أن تصدر حتى بيان إدانة للتدخل الأمريكي المباشر. وقبل أيام أفرجت المليشيا الحوثية عن أحد قيادات تنظيم القاعدة مقابل الإفراج عن مختطف حوثي آخر هو نجل محافظ البيضاء الحوثي بينما كان بإمكان المليشيا أن تهاجم معقل القاعدة في البيضاء وتحرر المختطف وتطرد عناصر التنظيم من المحافظة. وكثيرا ما استخدمت المليشيا الحوثية الصفقات كوسيلة لتبرير إفراجها عن عناصر وقيادات القاعدة في اليمن حيث أفرغت سجون الأمن السياسي والأمن القومي من أعضاء التنظيمات الإرهابية لاستخدامهم كورقة في كواليس المداولات الدولية والتقرب لصناع القرار في واشنطن. تستخدم مليشيا الحوثي القاعدة كسلاح لتمرير جرائمها وتوسع قواتها في المحافظات اليمنية، وليست مأرب آخر هذه المحافظات بينما يتواجد عناصر القاعدة في مناطق المليشيا بل إن أحد عناصر التنظيم الإرهابي كان يقاتل مع المليشيا في محافظة الجوف وتم أسره بين عدد من عناصرها وقدم اعترافات تثبت تورط مليشيا الحوثي في التنسيق المباشر مع تنظيم القاعدة. وتقول معلومات إن المليشيا الحوثية سمحت بتحرك عناصر القاعدة من البيضاء إلى محافظات محررة لتسهيل النشاط الإرهابي للتنظيم ضد قوات الحزام الأمني في أبين حيث تشهد نقاط الحزام عمليات استهداف غادرة من عناصر القاعدة بشكل متكرر. واشنطن بدوائرها الأمنية المتسعة الأذرع مطالبة بإعادة تقييم خطورة الدور الذي تلعبه مليشيا الحوثي لتقوية بنية التنظيم وإعادة فاعليته باعتبار هذه الدوائر تصنف القاعدة في شبه جزيرة العرب بأنه الفرع الأشد خطورة على الأمن القومي الأمريكي وعلى المصالح الأمريكية في العالم. وتعد العلاقة الحوثية بتنظيم القاعدة بجزيرة العرب، الذي يتخذ من اليمن مقرا له، امتدادا لعلاقات السلطات المركزية لكل منهما، إذ بالإمكان تقصي حتى ما ورد في التقارير الأمريكية عن علاقة طهران والتسهيلات التي تقدمها لتنظيم القاعدة الأم، غير ما يمكن الرجوع إليه من استبعاد فكر قيادات القاعدة بمن فيهم مؤسس التنظيم أسامة بن لادن لحكم الملالي في إيران من دائرة الأعداء، لهذ لم يتم رصد عمليات إرهابية للقاعدة في إيران أو في مناطق سيطرة أذيالها سواء في العراق أو لبنان أو اليمن. لا يمكن محاربة إرهاب القاعدة من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية والتي تجاوزت جرائمها كل تنظيمات الإرهاب والعنف العالمية، كما أن السنوات الست التي مضت من عمر الأزمة والحرب في اليمن تعد كافية لتقوم أجهزة المخابرات الأمريكية بإعادة تقييم الوضع في اليمن والمنطقة بناء على معطيات وإثباتات متوفرة تدين المليشيا الحوثية بتقديمها دعما لوجستيا كبيرا لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب.