المسلسل السعودي “رشاش ” على منصة شاهد هل أساء لنساء اليمن؟

“رشاش” هو اسم مسلسل على منصة “شاهد” المملوكة لشركة MBC السعودية.

وهو أيضا اسم سعودي “خارج عن القانون”، اسمه الكامل “رشاش الشيباني العتيبي” يعرفه السعوديون كقائد لعصابة اتهمت بالسرقة والنهب والسلب في نهاية الثمانينات من القرن الماضي.

انتهت قصة رشاش الحقيقي بإعدامه وصلبه في أكتوبر عام 1988.

أما المسلسل فقد عرض منه حتى الآن ست حلقات أثارت جدلا في السعودية واليمن.

الجدل الأكبر الحاصل حول المسلسل تسبب فيه مقطع متداول لجملة “قيلت في الدقيقة الثانية عشر من الحلقة الخامسة من المسلسل”.

في المقطع المتداول يبدو أفراد العصابة مختلفين على مصير مال جمعوه، ويقترح أحدهم أن يستمتعوا به “مع النساء والمخدرات” “حين يصلون اليمن”.

هناك من يقول إن المقطع مفبرك وإنه لم يرد ذكر اليمن في هذا السياق.

الحلقة الموجودة الآن على منصة شاهد، المتاحة للمشتركين فقط، لا يوجد بها هذا المقطع بنسخته المنشورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وربما تكون منصة شاهد قد حذفت المقطع “تفاديا لمزيد من الجدل” أو “استجابة للمطالب” أو “تحت الضغط” كما تشير توقعات المتابعين للجدل.

لكن في كل الأحوال لم يصدر حتى الآن تعليق رسمي من المنصة أو من مجموعة MBC ولا من السلطات السعودية حول الجدل الحاصل.

من الجانب اليمني، هناك غضب وتنديد كبير بالمسلسل حتى على المستوى الرسمي.

فقد نشر وكيل وزارة الإعلام، محمد قيزان، تغريدة يقول فيها إن “الإساءة لليمن واليمنيين ولنسائه الحرائر يمثل سقوطا أخلاقيا ومهنيا لا يمكن القبول به أو السكوت عنه، ما أورده الممثل يعقوب الفرحان مرفوض نطالب بحذفه والاعتذار منه، وسنقوم بالتواصل مع المعنيين لعمل اللازم”.

وكان يمنيون قد استهجنوا ما اعتبروه “إساءة لليمنيات”.

وباستخدام وسم #مسلسل_رشاش_يسيئ_لنساء_اليمن طالب بعضهم بحذف المقطع المثير للجدل .

وزاد البعض على هذا طلبا بوقف المسلسل.

بينما قال آخرون إن الحذف ووقف المسلسل لا يكفيان، وطالبوا باعتذار رسمي من القائمين على المسلسل، من الممثل الرئيسي حتى الشركة المنتجة و”محاسبتهم”.

والبعض طالب أيضا باعتذار رسمي سعودي.

وقد تفاعل بعض السعوديين مع هذا الجدل وعبروا عن رفضهم لأي إساءة لليمن ولنسائه.

انتقادات سعودية

اليمنيون ليسوا الوحيدين الغاضبين من المسلسل والحديث عن اليمن ليس المثار الوحيد للجدل فيه.

كثير من السعوديين أنفسهم رافضون لعرض المسلسل.

السبب الرئيسي لرفض الكثيرين هو الصورة التي ينقلها المسلسل عن رشاش العتيبي، فقد بدا “بطلا” في أعين كثيرين وخاصة من الشباب الذي بدأ بعضهم بتقليده.

ومنذ الإعلان عن المسلسل قبل أشهر، دار حديث عبر تويتر، نسب لوالدة رشاش العتيبي، ترفض فيه المسلسل “لما فيه من أثر سلبي عليها وعلى عائلتها” و”خوفا من أن يتعرض أبناء العائلة للتنمر والمضايقات”.

ويقول سعوديون متفاعلون مع المسلسل الآن إنه يسيء لقبيلة العتيبة بأكملها.

بينما يرفض آخرون عرض المسلسل والحديث عن شخص “هو الآن بين يدي الله” بوصفه مجرما وقاطع طريق.

أما المدافعون عن المسلسل فيطالبون المنتقدين بعدم إخراجه من سياقه الدرامي والتاريخي أيضا.

ويقول بعضهم إن تقديم شخصية “مجرم” من عائلة أو قبيلة معينة ليس فيه أي إساءة للقبيلة.

الجدل حول المسلسل كشف أيضا أن هناك اختلافا في الروايات حول رشاش العتيبي الحقيقي.

فبينما شاع لدى كثيرين أن العتيبي كان خارجا عن القانون، كان في مخيلة البعض وذاكرتهم “ثائرا على النظام السعودي”.