قال المبعوث الأممي هانس غروندبرغ بأن اليمن يشهد ” فرصة لا مثيل لها ” ، لإحراز التقدم من أجل إنهاء النزاع المستمر منذ 8 سنوات ، الا أنه حذر من ضياعها “ما لم تتخذ الأطراف خطوات أكثر جرأة نحو السلام”.
وأشار المبعوث في إحاطة له الى مجلس الأمن الدولي اليوم الأثنين الى صفقة تبادل الأسرى والمختطفين التي تمت خلال الأيام الماضية ، مع الاتفاق على عقد اجتماع مرة أخرى في مايو/أيار لإحراز مزيد من التقدم في ملف الأسرى كجزء من اتفاقية ستوكهولم للإفراج عن جميع المحتجزين على خلفية النزاع.
واعتبر المبعوث الأممي نجاح صفقة التبادل بأنها دليل على “أن المفاوضات بإمكانها تحقيق النتائج” ، مضيفاً بإن “المشاهد المؤثرة للمفرج عنهم في الأيام الأخيرة دليل على قوة المفاوضات السلمية”، مذكراً “بمعاناة العديد من اليمنيين الذين ما زالوا ينتظرون عودة أحبائهم”.
وفي حين أشار المبعوث الى استمرار” تنفيذ العديد من جوانب الهدنة رغم انقضاء مدتها” ، الا انه قال بأن ذلك ليس كافياً ، لافتاً الى التصعيد العسكري الذي حدث مؤخرا في مأرب وشبوة وتعز ، محذراً من أن “التصعيد يمكن أن يعكس بسرعة المكاسب التي تحققت بشِق الأنفس”.
وأضاف: كانت الغاية من الهدنة أن تكون تدبيرًا مؤقتًا لإفساح المجال للمحادثات السياسية لإنهاء الحرب بشكل مستدام ، إلا أنه لا يمكن أبدًا الاعتماد عليها لتحقيق مستقبل سلمي لليمن” ، لافتاً الى مواصلته العمل مع الأطراف لتحديد الخطوات التالية نحو وقف دائم لإطلاق النار وإعادة تفعيل العملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة.
وأكد المبعوث بأن أي اتفاق جديد في اليمن يجب أن يكون خطوة واضحة نحو عملية سياسية بقيادة يمنية ، وأضاف : نحن بحاجة لرؤية وقف لإطلاق النار بقيادة يمنية ينهي العنف بشكل مستدام، ويضمن سلامة وأمن اليمنيين، ويبني الثقة من أجل عملية سياسية.
داعياً الأطراف الى الامتناع عن استخدام التدابير الاقتصادية كأدوات عدائية، وخلق الظروف التي تسمح للأفراد والشركات بالعمل دون عوائق، ورؤية قدر أكبر من حرية حركة الأشخاص والبضائع في جميع أنحاء اليمن، بما يشمل الجهود المتجددة لفتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات.
كما أشار المبعوث الى الحاجة الى فتح كامل لمطار صنعاء برحلات إلى جهات أكثر، وتدفق للسلع التجارية الى اليمن بسلاسة ودون تأخير، ودفع مرتبات موظفي القطاع العام على مستوى البلاد ، معلقاً بالقول : أن كل هذا ليس ضروريًا فحسب، بل يمكن تحقيقه أيضًا لليمن تاريخ غني من التسويات والتفاوض والحوار.
وفي حين أشار المبعوث الى وجود “الكثير من العمل الشاق الذي يتعين القيام به من أجل بناء الثقة والوصول إلى التسويات، قال بأن جهود الوساطة سوف تتكيف وتتطور على الدوام. داعياً الأطراف “ألّا تسمح لهذه اللحظة بالمرور دون التوصل إلى اتفاق”.