مانشيتات

عندما رأينا الله في قاهرة المعز

حسام المليكي

ذلك الحج المهيب،الباحث عن الحب و السلام،و الفرح،الذي شهدته تعز،إبان أيام العيد في قلعة القاهرة رجالا و نساء،يبحثون عن ما يخفف لهم معاناتهم في المدينة الجريحة عبر احتفالات نظمها مكتب الثقافة في تعز .

ذلك المشهد كان يبعث الروح للمدينة من جديد ، لتخرج من بين البارود و الحصار كالعنقاء تحلق في مشهد أسطوري لتقول للتاريخ أن هذه المدينة لا تنكسر .
البعض من الذين يعانون من تشوهات روحية و نفسية لم يرقهم مناظر الجمال و الفرح ، هم وحدهم لا غيرهم ، يضعون مخالبهم ضد كل جميل ، إنه الشيخ المتطرف عبدالله أحمد علي،وأتباعه،منذ أيام و هم يشنون حمله مسعورة ضد مدير مكتب الثقافة في تعز،متهمين إياه،بأنه يحاول نشر الفسق و الفجور ، و أنه ضد الإسلام ، و يسعى إلى هدم القيم الأخلاقية للمجتمع ، و أن الموسيقى و الفنون و الرقص هو حرب معلنة على الله .
هذا الصوت المتطرف الذي يطعن مدينة الثقافة و مدنيتها في الخاصرة يجب أن تتم مقاومته عبر أمر بسيط جدا و هو التمسك بالحياه .
نعم التمسك بالحياه ، فهؤلاء هم ضد مظاهر الحياه !
يستنفرون من أي بهجة و جمال يقام هنا أو هناك ، يستفزهم شكل المرأة و حياتها ، يسخطون ضد المبادرات الشبابية و المدنية .
لكن في المقابل قضايا المدينة التي تشغل الناس من الفقر و الجوع،والحصار،و الفساد،وانتشار العصابات،كل هذه أمور لا تعنيهم ولا تغضب رب السماء و رسوله ، فعن أي دين يتحدث هؤلاء ؟
كل التضامن مع مدير مكتب الثقافة و كل العاملين على إنجاح فعاليات العيد في قلعة القاهرة ، شبابا و شابات ، صنعتم الفرحة و الجمال ، و الله يحب الأفراح و أنه جميل يحب الجمال،لا الحرب و لا البارود .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق