مانشيت

عيد الأعياد

عبدالحميد الكمالي

إن رمزية السادس والعشرين من سبتمبر تعبر من جيل إلى جيل ، أجيال لم تسمع عن الأبطال والثوار من قبل ، لم تلتقيهم وجاءوا ورحلوا قبل زمان وصولهم، لكن تلك الرمزية تنتقل عبر الوراثة وتصدّر نحو القلب مباشرة.

ونحن نعيش أعوام من الحرب والتشرد والحرب النفسية والإقتصادية ظهرت إيادٍ خبيثة مهمتها طمس تلك الأهداف الستة لثورة السادس والعشرين من سبتمبر ، ومحوها من ذاكرة كل يمني ، وعودتها لتكون من الأساطير ، حاولوا بث الشائعات عنها ، جعل المواطن اليمني مشغولاً بأساسيات الحياة كالماء والكهرباء ودواء وأمن والراتب ، ونجحوا بذلك بجدارة، ظناً منهم أن السادس والعشرين سيندثر وسيصبح اسماء علي عبدالغني والسلال والزبيري ونعمان والقردعي وغيرهم اسماء اساطير لن تذكر حتى بالكتب المدرسية ، ولكنها ظلت بارزة وعالقة في الأذهان ، ونتوارثها جيل بعد جيل .

تلك الأيادي بعضها خارجية تمد يداً لتعبث بنا وبتاريخنا وتقتلنا بصمت وباليد الأخرى تقدم المساعدات، وايادٍ طبع فوق خاتم اصابعها ممالك سبأ وقتبان وحمير ، تظهر وكأنها هي من تحمي ٢٦ سبتمبر وفي الجانب الآخر تطعن الثورة بالخاصرة.

لكن ثمة شيئاً لم تعرفه كل تلك المخططات وروادها التي جعلت الحرب جاثمة على صدورنا أن هناك جيل مهما تكالبت عليه الحرب والحصار والعدوان الخارجي والداخلي وغسلوا افكاره سيظل منهم متمسكين بدينهم الأول وثورتهم الأولى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وأختها الرابع عشر من أكتوبر.

لكم خلال ٢٦ سبتمبر الحالي متابعة كل شبكات التواصل الاجتماعي ستجدون زخماً ثورياً ووطنياً يحتفي بالسادس من سبتمبر ، من مواطن يمني لم ينتمي يوماً إلى حزب ، وسرق اللصوص راتبه منذ أعوام ، سنرى كل الألوان وهي زاهية تحتفي بسبتمبر .

عاش سبتمبر مجيداً.

Exit mobile version