مانشيت

تقرير أميريكي :لماذا تسعى تركيا لإفشال اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا؟

مانشيت-متابعات خاصه

حذر تقرير إخباري أمريكي، من مساع تركية بقيادة رئيسها رجب طيب أردوغان، لتخريب اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا، لاسيما أنه يدعو إلى انسحاب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد، الأمر الذي يعني خسارة تركيا لمنطقة نفوذ استراتيجية.

وذكر موقع “المونيتور” الأمريكي، في تقرير له، طالعتها وترجمته “مانشيت”، أن أردوغان، سيواصل مغامراته العسكرية في ليبيا والقوقاز ومناطق أخرى، ما لم يتلق ردًا حازمًا من قبل الدول الغربية، مُعتبرًا أن الغرب لا يعرف كيفية التعامل مع الرئيس التركي، على عكس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأشار إلى رد روسيا الحازم على تدخل تركيا في الصراع بين أذربيجان وأرمينيا، بقيام المقاتلات الروسية قبل أيام قليلة بقصف مواقع تنظيم فيلق الشام المدعوم من أنقرة في منطقة إدلب شمال غرب سوريا، ما أدى إلى مقتل أكثر من 80 مقاتلًا في رسالة غير مباشرة لأردوغان بشأن موقفه في ذلك الصراع.

وتابع أنه من الواضح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تعلم كيفية التواصل والتعامل مع أردوغان في المكان والوقت المناسبين، مستطردا: “على عكس بوتين، فإن حلفاء تركيا الغربيين لا يعرفون حتى الآن كيفية التعامل مع أردوغان، رغم تصاعد استفزازاته في القوقاز وليبيا وسوريا وشرق البحر الأبيض المتوسط ومناطق أخرى”.

وأوضح التقرير أن أردوغان، هو الوحيد الذي انتقد اتفاق وقف إطلاق النار برعاية أمريكية في ليبيا، رغم ترحيب الأمم المتحدة ومعظم الدول بهذا الاتفاق، مؤكدًا أن سبب الموقف التركي، هو أن الاتفاق ينص على انسحاب جميع القوات الأجنبية بما فيها التركية، وخاصة من قاعدتي “عقبة بن نافع”، الوطية الجوية ومصراتة البحرية.

وبيّن التقرير أن أردوغان ليس له مصلحة في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا؛ لأنه لا يريد الخروج منها، مُعتبرًا أن الرئيس التركي بإمكانه تخريب الاتفاق، نظرًا لنفوذه القوي على بعض الأطراف، وخاصة الجماعات الإسلامية والمليشيات.

واعتبر التقرير أن أردوغان يتحدى الولايات المتحدة، وبقية الدول الغربية بسياسة “عرض العضلات” في غياب أي رد قوي، وفي ظل الخلافات والانقسامات بين الدول الأوروبية بشأن كيفية التعامل مع استفزازات تركيا، مُشيرًا إلى تشغيل أنقرة منظومة صواريخ اس-400 التي اشترتها من روسيا، رغم التحذيرات الأمريكية.

وأرجع المشكلة إلى ضعف الغرب حاليًا، بسبب الانقسام داخل الاتحاد الأوروبي وانشغال الولايات المتحدة بوباء كورونا والانتخابات الرئاسية، موضحًا أنه ما لم يتغير ذلك، وتقرر الدول الغربية اتخاذ موقف حازم تجاه أردوغان، فإنه سيواصل مغامراته واستفزازاته، وسيسعى بكل تأكيد إلى تخريب اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا، لكن حان الوقت للغرب أن يظهر موقفًا موحدًا وقويًا.

ويبدو أن تركيا لا تريد الخروج من ليبيا حتى مع اقتراب وصول طرفي النزاع إلى تسوية سياسية للأزمة، حيث أكدت وزارة الدفاع التركية مواصلتها تقديم التدريب العسكري والمساعدات والدعم الاستشاري لليبيا وفقًا للاتفاقيات الثنائية الموقعة مع حكومة الوفاق غير الشرعية وبدعوة منها.

وأكدت وزارة الدفاع التركية، في بيان لها، على مواصلة تركيا الوقوف إلى جانب من اسمتهم “الأشقاء الليبيين”، بادعاء أن ذلك لضمان سلامة الأراضي الليبية ووقف إطلاق النار المستدام والسلام الدائم والاستقرار في ليبيا.

ويأتي هذا في الوقت الذي شكك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصريحات أدلى بها للصحفيين أمام أحد مساجد اسطنبول، الجمعة الماضية، بوقف إطلاق النار في ليبيا مُعتبرًا أنه ضعيف المصداقية.

وقال الرئيس التركي في تصريحاته: “ستظهر الأيام مدى صموده”، مُعتبرًا أنه ليس اتفاقًا على أعلى المستويات، بل بين مندوبين من قوات الكرامة وحكومة الوفاق.

وحول القرار المتخذ بشأن خروج المرتزقة، قال أردوغان: “لا نعلم مدى صحة قرار انسحاب المرتزقة من هناك في غضون 3 أشهر”.

ويكشف الموقف التركي المشكك في اتفاق وقف إطلاق النار إصرارها على التواجد في ليبيا بالمخالفة لقرارات ودعوات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.

وأعلنت رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالإنابة ستيفاني ويليامز، الجمعة، أن محادثات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) فى جنيف، تُوِجَت بتوقيع الأطراف الليبية اتفاقا دائما لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء الدولة الليبية.

واعتبرت ويليامز في كلمتها خلال مراسم التوقيع، والتي تابعتها “مانشيت”، أن الاتفاق يشكل علامة فارقة في مستقبل ليبيا، معبرة عن أملها أن ينجح الاتفاق بإعادة النازحين لمنازلهم.

كما أوضحت في مؤتمر صحفي عقب التوقيع، أن الاتفاق ينص على دمج المجموعات المسلحة في المؤسسة العسكرية الليبية، ويتضمن مغادرة جميع المرتزقة فورًا من البلاد.

Exit mobile version