مانشيت

من هي الشابة التي افتتحت أول مشروع تكنولوجي في اليمن؟

حفصة عوبل

من يدثر أحلامه بالخوف، يصبح واقعه مخنوقاً بفشل لا ينتهي؛ فهناك من يعمل ويفشل لعدة مرات، لكنه يستمر حتى يحقق أحلامه، ويقف بكل ثقة، ويشعر بلذة الانتصار على ضعف قدراته.
إلهام مهيوب العواضي، من محافظة إب (وسط اليمن)، رئيس مجلس إدارة مؤسسة إلهام الثقافية، ومؤسس حاضنات ابدأ للأعمال في صنعاء، واحدة من الذين لا يؤمنون بالفشل، إذ عمل تعثرها في عدة أعمال ومشاريع خاصة بها، على اكتشاف مواهب نقلتها إلى النجاح.

وعملت إلهام على تنمية مهاراتها، وحصلت على العديد من الفرص في مسار نجاحها، لكن أسرتها المحافظة والعادات والتقاليد وقفت عائقاً دون تقدمها إليها، فابتكرت مشروعها الخاص، وطورت فيه.

بداية مشوارها المهني

حلم إلهام أن تصبح مهندسة ديكور، بدأ منذ أن كانت في الـ15 من عمرها، لكن عدم وجود التخصص في جامعة صنعاء، حال دون ذلك، فقررت دراسة تخصص تقنية معلومات بكلية الهندسة في جامعة صنعاء.

رئيس مجلس إدارة مؤسسة إلهام الثقافية – الهام العواضي

وحصلت على شهادة الأكاديمية من أكاديمية سيسكو (صنعاء) في هندسة الشبكات، وتدربت على الشبكات في الشركة العالمية، ثم قدمت على وظيفة في عدة شركات اتصال، لكن تم رفضها لعدم وجود خبرة سابقة، أو لاستكفائهم من الموظفين.
وتقول إلهام: “لم أجد وظيفة عندما تخرجت، فقررت البقاء في المنزل، وتفرغت للكتابة تماماً، وأصدرت أول كتاب بعنوان “همسات أنثى شرقية”، في نهاية عام 2016، وكان أول دخل أحصل عليه من خلال مبيعات الكتاب بمبلغ زهيد، لكن السعادة تلك وأنا أحصل عليه لا توصف”.
وتضيف: “بعدها طُلب مني أن أكون مقدمة في أحد البرامج التلفزيونية، رفضت حينها حفاظاً على عادات وتقاليد عائلتي التي لا تسمح للفتاة بالظهور على التلفاز، بعدها قدمت كثيراً من المقالات، وأخرجت بعض الأفلام الوثائقية القصيرة، والتي تم حفظها في أرشيف مكتبتي”.
في 2018 أصدرت كتابها الثاني بعنوان “الكذب الحلال”، والذي لقي الكثير من الانتقادات والسخرية الأدبية. لكن ذلك الانتقاد كان دافعاً لها كي تكمل روايتها، وهو ما كان، كما تقول.
إطلاق أي مشروع يمثل دائماً تحدياً، فقد واجهت إلهام عدة معوقات وصعوبات خلال فترة تجربتها العمل بمشاريعها الخاصة.

تقول: “اتجهت إلى عملي الخاص، وفتحت مكتباً إعلامياً، لم أتلقَّ ذاك الدعم أو القبول في هذا المجال، وتعرضت لكثير من المماحكات والمطبات، لكن في الوقت نفسه كنت أتلقى كثيراً من الدعوات لحضور ندوات وفعاليات خارج اليمن”، مضيفة: “كنت على يقين بأنها مفاتيح انطلاق ونجاح لي، لكنها باءت بالفشل، فقررت بعدها أن أكمل دراستي العليا، والتي لم أستطع إكمالها، وفي نهاية 2018 قررت فتح مؤسسة ثقافية تشمل الفن والتنمية والإعلام معاً”.
من المعروف أن أسعار المكاتب التجارية في صنعاء باهظة جداً، فعملت على فتح مشروع يساعد المؤسسة على الاستمرارية، وهو مشروع “حاضنة ابدأ”، الذي لم يلقَ أي قبول في الشهر الأول، مما أشعرها بالإحباط.
وحاضنة ابدأ، عبارة عن حاضنة خاصة برواد الأعمال الناشئين أو رجال الأعمال، توفر لهم مساحات مشتركة أو مساحات مستقلة، ويوجد بها مكتب استشارات ومكتب خدمات تسويق وتوفير قاعات اجتماعات وقاعات للتدريب، وتؤهل الرواد لسوق العمل، حيث يأتي الشخص بمشروعه الخاص، وهي تقوم بتوفير المكتب الخاص به ومستلزماته.

 

أول مشروع تكنولوجي في اليمن

فشلت إلهام كثيراً في مشاريع عديدة، إلا أنها استمرت، وهي تنظر بعين التفاؤل للنجاح في الحياة، فمن أراد النجاح يجب أن يكون لديه الصبر لتحقيق أحلامه.
وتقول إلهام: “كانت الانطلاقة الحقيقية في بداية عام 2019، لم تكتمل 3 أشهر إلا وقمت بفتح “حاضنة ابدأ 2″، بعدها اتجهت إلى تمكين وتنمية المرأة في مجال الاقتصاد والمال، مؤمنة جداً أن النهضة لا تقوم إلا بإقامة المشاريع الصغيرة، وكلي ثقة بأنه لن تُنفذ هذه المشاريع إلا بتنمية الثقافة أولاً، والتمكين الاقتصادي ثانياً”.
وتضيف: “هدفي حالياً أن أكون منافسة دولية من خلال تطوير حاضنة ابدأ إلى “ستارت بيزنس سنتر Start Business center”، وأن أعيد فتح مكتبي الإعلامي، وها أنا اليوم على مشارف الانتهاء من تحضيرات فتح أول مشروع تكنولوجي في اليمن، والذي يتضمن جميع أقسام التكنولوجيا الهندسية والرقمية، ويحمل عنوان شباب تكنولوجيا اليمن (YTY)، والذي آمل أن يكون النقلة الحقيقية في عالم التكنولوجيا”.

وسيتم الافتتاح خلال نوفمبر الجاري، بحضور شخصيات اقتصادية وسياسية وإعلامية، حيث سيشهد هذا الافتتاح تكريم أول مخترع في العالم لبرنامج الأوتوكيو، وسيتم استضافة كبار المهندسين والمبرمجين في اليمن، في منصة تكنولوجي يمن، وستتم المناقشة حول عوائق التكنولوجيا وإلى أين وصلت، ليتم بعدها الافتتاح الرسمي للمشروع، والإعلان عن برامجه المقدمة والمتميزة.
ليس بالضرورة أن يمتلك المرء خبرة مهنية، كما امتلكها من سبقوه بالعمل، حتى يخلق تغيراً ما، فكلٌّ ميسر لما خلق له، وكلٌّ منا لديه قدرات يحتاج إليها المجتمع بالفعل، ويصنع تغييراً مثمراً وبناءً فيه، ومربط الفرس يكمن في قدرته على تحقيق حلمه، وأن يتعدى تأثيره للآخرين، حتى يصنع فرقاً في واقعه وواقعهم.

 

*المصدر:المشاهدنت

Exit mobile version