أكد ألكسندر دوغين، المحلل السياسي والاستراتيجي الروسي المُقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن روسيا لن تجري حوارًا مع وزير الداخلية بحكومة الوفاق غير الشرعية فتحي باشاغا، قبل الإفراج عن علماء الاجتماع الروس ماكسيم شوغالي وسامر سويفان.
وأشار دوغين، في مقالة بموقع “جيوبوليتيكا” الروسي، طالعته “مانشيت”، إلى أن باشاغا، الذي وصفه بأنه “أحد الشخصيات الرئيسية في الصراع على السلطة داخل حكومة الوفاق ويسعى لتولي منصب رئيس الحكومة”، بدأ نشر شائعات حول زيارته المخطط لها إلى موسكو.
وأضاف: “سيكون من العار على بلدنا تنظيم لقاء دبلوماسي مع شخصية مثل باشاغا، قبل أن يحرر المواطنين الروس الذين أسرهم.. الإفراج عن الروس أولا ثم الحوار، يبدو أن كل شيء واضح للغاية”.
واتهم دوغين، باشاغا، باختطاف الروس، قائلا: “باشاغا ومليشيا الردع المرتبطة بوزارة الداخلية في حكومة الوفاق هم الذين اعتقلوا الروس واستمروا في احتجازهم دون توجيه أي تهم إليهم”، مضيفا أن باشاغا يعرف بمواقفه المؤيدة لأمريكا بشكل علني، مؤكدا أنه في النوار/فبراير 2020م، دعا الولايات المتحدة إلى إنشاء قاعدة عسكرية في ليبيا لمواجهة النفوذ المتزايد لروسيا في إفريقيا، بحسب قوله.
وانتشرت أنباء يوم الخميس الماضي، تفيد بأن وزير الداخلية بحكومة الوفاق غير الشرعية، فتحي باشاغا، طلب زيارة روسيا والإمارات، لبحث أزمة البُحاث الروس، في إطار مساعيه لتولي رئاسة الحكومة الجديدة.
وتعقيبًا على ذلك، كشف المحلل السياسي، عادل خطاب، خلال مداخلة هاتفية، عبر برنامج “المواجهة” المذاع على فضائية إكسترا نيوز المصرية، تابعتها “مانشيت”، أنه حتى الآن لم يتم تحديد مصيرهم، موضحًا أنه تم احتجازهم بشكل غير قانوني، على الرغم من أن هذا كان أحد أهم المتطلبات لتحقيق السلام في ليبيا.
وأشار إلى أن مصير مكسيم شوغالي وسامر سويفان، مجهول، موضحًا أن موسكو تتمسك بضرورة الإفراج عن مواطنيها دون شرط، بينما تصر المليشيات على استخدامهم كورقة للضغط.
وبيّن أنه على روسيا أن تبدي إصرارًا أكبر وتناشد ممثلي حكومة الوفاق، الذين وافقوا على سجن شوغالي وسويفان، إلى أن يتم إطلاق سراحهم على الفور، وأنه لا ينبغي لروسيا أن تتفاوض مع المتورطين في عمليات اختطاف واعتقال غير قانونية لمواطنين روس.
فيما كشف مصدر دبلوماسي بحكومة الوفاق، فضل عدم ذكر اسمه، ، أن زيارة باشاغا، إلى موسكو، التي ترددت أنباء عنها مؤخرًا، بحثا عن الدعم الروسي لتوليه رئاسة الحكومة الجديدة، ستصطدم بأزمة استمرار اعتقال البُحاث الروس المحتجزين لدى مليشيا الردع التي يترأسها عبد الرؤوف كارة، والخاضعة لسلطة باشاغا.
وأكد المصدر أن المباحثات الليبية حول وقف إطلاق النار التي أجريت في العاصمة السويسرية جنيف تضمنت الإفراج عن المعُتقلين ومنهم البحاث الروس مكسيم شوغالي وسامر سويفان، وهو ما لم يحدث حتى الآن، ما سيعقد الأمور أمام طموح باشاغا الساعي لزيارة روسيا ونيل دعمها.
وفي ذات السياق كشفت مصادر دبلوماسية روسية، أن القضية الوحيدة للتواصل بين روسيا وباشاغا أو حكومة الوفاق، هي قضية المواطنين الروس المختطفين، مؤكدة أن روسيا لن تستقبل باشاغا قبل عودة شوغالي، لأن هذا سيكون أمرًا مهينًا لها.
وأضافت المصادر أن اتفاقات لجنة “5+5” في جنيف، كانت تتضمن الإفراج عن كل المعتقلين الأجانب، إلا أن الوفاق تواصل اعتقال شوغالي وسويفان دون أي أسباب موضوعية، ما يعني أن الوفاق مستعدة لعمل كل شيء لإفساد العملية السياسية.
وشددت المصادر في تصريحاتها، على أن روسيا لن تساهم في تقدم عملية السلام بليبيا قبل أن يتم الإفراج عن مواطنينها من معتقلات الوفاق.
وكانت وكالة “بلومبيرج” الأمريكية، نقلت نهاية الشهر الماضي تأكيدات مسؤولين، أن حكومة الوفاق وافقت على إطلاق سراح باحثين روس، كان قد تم سجنهما منذ أكثر من عام في العاصمة طرابلس، مشيرين إلى أن الاتفاق قد يذيب جمود العلاقات بين حكومة الوفاق وموسكو.
وقالت الوكالة في تقرير لها تحت عنوان: “ليبيا تفرج عن الروس المتهمين بالتدخل في الانتخابات”، طالعته وترجمته “مانشيت”، إن أربعة مسؤولين على علم بالمفاوضات، أكدوا لها أنه تم التوصل إلى الاتفاق بين طرابلس وموسكو الأسبوع الماضي.
وقال اثنان من المسؤولين اشترطوا عدم الكشف عن هويتهم لأن الاتفاق لم يُعلن بعد، إن السجناء قد يُرسلوا إلى موسكو في غضون أيام.
ووفق “بلومبيرج”، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في رسالة نصية: “أصبحت الاتصالات بشأن هذه القضية أكثر نشاطًا، لكن من المبكر الحديث عن أي نتائج”.
وزعمت الوكالة الأمريكية أن السلطات في طرابلس اعتقلت المواطنان الروسيان مكسيم شوغالي وسامر سويفان، في الماء/مايو 2019م، أثناء عملهما مع الدكتور سيف الإسلام القذافي، نجل القائد الشهيد معمر القذافي، مشيرة إلى أنهما كانا يساعدان في ما أسمته بـ”هندسة عودة سيف الإسلام” من خلال انتخابات نهائية.
ولفتت الوكالة إلى أنه تم توجيه الاتهام لهم بالتدخل في الانتخابات وسجنهم لحين المحاكمة، مُنوهة بأن المؤسسة التي مقرها موسكو والتي أرسلتهم إلى ليبيا نفت تلك الاتهامات، مُبينة أن الباحثين الروس قد احتُجزوا تحت إطلاق سراح مشروط؛ لتحسين العلاقات مع حكومة طرابلس، التي تمتعت بدعم عسكري من تركيا خلال الحرب.
وكشفت مصادر مُطلعة لـ”أوج”، عن تحالف جديد يهدف إلى السيطرة على المناصب السيادية في الحكومة الانتقالية القادمة، أقطابه خليفة حفتر الذي فشل في الحصول على النتائج المرجوة من تحالفه مع معيتيق، وباشاغا الذي يسعى للحصول على منصب رئيس الوزراء.
وانطلقت الاجتماعات التمهيدية للمشاورات الليبية يوم 26 التمور/أكتوبر الماضي، عبر آلية الاتصال المرئي، بينما ينطلق اللقاء المباشر يوم 9 الحرث/نوفمبر في العاصمة التونسية.
وشهدت الفترة الماضية العديد من اللقاءات في المغرب وسويسرا ومصر، لبحث محاولة حلحلة الأزمة الليبية، والخروج من الأزمة الراهنة، في ظل المشهد السياسي المرتبك في ليبيا، وتردي الأوضاع المعيشية.