لايخفى ارتباط الحوثيين بإيران وكون هذه الأخيرة قد سعت منذ العام 2009 إلى تسليح الجماعة ودعم انقلابها في 2014 ، كما أعلنت في وقت سابق إلى ضم ” صنعاء ” الى قائمة العواصم العربية الخاضعة للهيمنة الإيرانية فكيف بدأت هذه الهيمنة الإيرانية ، وكيف ظهر الإرتزاق الحوثي للملالة منذ بدأت بالظهور على الساحة اليمنية وحتى العام 2020 الحالي
كانت البداية عندما اتهمت حكومة علي عبد الله صالح والحكومة السعودية إيران بدعم جماعة الحوثيين والتدخل في الشأن الداخلي اليمني وزعزعة استقرار البلاد وأعلنت السلطات اليمنية في عام 2009 ضبطها لسفينة إيرانية محملة بالأسلحة لدعم الحوثيين نفت طهران الإتهامات ووصفت تصريحات الحكومة اليمنية بالكاذبة والمسئية على حد تعبير بيان السفارة الإيرانية بصنعاء فيما صرح عدد من رجال الدين الشيعة مثل مقتدى الصدر بدعمه للحوثيين ودعا وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي إيران إلى التوقف عن دعم الحوثيين في 13 ديسمبر 2009
نفي طهران دعمها للحوثيين عسكريا
نفي الحوثيون إتهامات الحكومة اليمنية، وقال يحيى الحوثي في لقاء مع صحيفة “تاغيس تساتونغ” الألمانية أن النظام اليمني يستعمل إيران لصرف الانتباه عن الدور السعودي في اليمن
ونفى في نفس اللقاء الإتهامات عن مطالبهم بإعادة الإمامة إلى وقال :
«لقد ولت تلك الأيام. نحن نريد وقف الحرب. لكننا لا نريد ديكتاتورية. صالح حكم البلاد لمدة 30 عاما, فهل هذه جمهورية ؟ نحن نريد دولة القانون التي تضمن أيضا حقوق الأقليات»
و اتهم محمد العريفي إيران كذلك ووصف السيستاني بالزنديق والكافر في خطبة بأحد مساجد الرياض مما أثار ردود فعل في إيران والعراق ولبنان
و أشارت برقية ويكيليكس الموسومة (09SANAA2186) إلى إمداد عناصر من الجيش العربي اليمني للحوثيين بالسلاح وجاء في نفس الوثيقة أن معرفة الأميركيين عن الحوثيين وأفكارهم وأعدادهم لا زالت ضئيلة، فلا يعرفون من إنضم للحركة إيمانا بأطروحاتها الدينية ومن إنضم إليهم من القبائل لأسباب أخرى متعلقة بالثارات القبلية وخصومة مع الحكومة اليمنية.
انقلاب 21 سبتمبر
إستحوذت جماعة الحوثيين على القرار السياسي في اليمن بعد طردهم السلطات الحكومية.
حيث بدأت باحتجاجات مفتعلة على قرارٍ للحكومة اليمنية يقضي برفع الدعم عن المشتقات النفطية، وتحولت إلى إشتباكات بين الحوثيين، قوات علي عبد الله صالح، وميليشيات حزب التجمع اليمني للإصلاح وعلي محسن الأحمر. في 21 سبتمبر 2014، اقتحم الحوثيون مقر الفرقة الأولى مدرع التي يقودها علي محسن الأحمر وجامعة الإيمان الإصلاحية بعد أربعة أيام من الاشتباكات مع الفرقة الأولى مدرع، وسيطروا على مؤسسات امنية ومعسكرات ووزارات حكومية دون مقاومة من الأمن والجيش وأعلن منتسبو التوجية المعنوي بوزارة الدفاع تأييدهم لـ”ثورة الشعب”. الألوية العسكرية التي اشتبكت مع الحوثيين في سبتمبر 2014 كانت مرتبطة بعلي محسن الأحمر وموالية لحزب التجمع اليمني للإصلاح آيديولوجياً.وجرى بعدها التوقيع على اتفاق السلم والشراكة الوطنية برعاية الأمم المتحدة والذي قضى بتشكيل حكومة جديدة بقيادة خالد بحاح خلفًا لما سُمي بحكومة الوفاق الوطني.
هرب علي محسن الأحمر وحميد الأحمر وتوكل كرمان وآخرين مرتبطين بهم إلى السعودية، وأعقب السيطرة على صنعاء معارك في إب والحديدة والبيضاء مع ميليشيات حزب التجمع اليمني للإصلاح وأُتهمت جماعة الحوثيين بخرق وعرقلة اتفاق السلم والشراكة ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
إذ أرادوا من حكومة خالد بحاح أن تكون صورية تشرعن لهم إستيلائهم على الدولة.قدم عبد ربه منصور هادي وخالد بحاح إستقالتهما في 22 يناير 2015 بعد هجوم الحوثيين على دار الرئاسة في 19 يناير، إحتجاجًا على موادٍ في مسودة الدستور الجديد. وذلك بعد يومين من اختطاف أحمد عوض بن مبارك وتهديدهم بـ”اجراءات خاصة” مالم تُنفذ مطالبهم. أصدر الحوثيون ما أسموه بالـ”إعلان الدستوري” في 6 فبراير وقاموا بحل البرلمان، وتمكين “اللجنة الثورية” بقيادة محمد علي الحوثي لقيادة البلاد،
وأعلنوا عن عزمهم تشكيل مجلس وطني من 551 عضوًا، ومجلس رئاسي من خمسة أعضاء بقيادة محمد علي الحوثي وهو ما رُفض محليًا ودولياً.
تقرير أممي: إيران تسلح الحوثيين منذ 2009
وكشف تقرير للأمم المتحدة أن إيران تسلح جماعة الحوثي منذ عام 2009، وهو ما يعزز اتهامات دول عربية وغربية لطهران بدعم الحوثيين الذين سيطروا على مفاصل الدولة اليمنية منذ سبتمبر/أيلول الماضي.
وجاء ذلك في تقرير لخبراء في الأمم المتحدة قدم إلى لجنة العقوبات الخاصة بإيران في مجلس الأمن الدولي، في وقت تسعى فيه المنظمة الدولية إلى التوسط للعودة باليمنيين إلى طاولة الحوار.
واستند الخبراء في تقريرهم إلى تحقيق في حادثة مصادرة السلطات اليمنية عام 2013 شحنة أسلحة كانت تحملها سفينة الشحن إيرانية “جيهان”.
وتفيد المعلومات التي جمعها التقرير أن الحالة بالنسبة لـ”جيهان” تتسق مع نماذج شحنات أسلحة إلى اليمن عبر البحر تعود إلى عام 2009.
ويسرد التقرير مثالا على محاولة زورق إيراني شحن مئات الصواريخ المضادة للطائرات المروحية والدبابات إلى الحوثيين.
ويؤكد تقرير الأمم المتحدة أن إيران هي مصدر تلك الشحنات، وأن المتلقين المحتملين هم الحوثيون، أو ربما آخرون في الدول المجاورة.
وكانت دول عربية وغربية وجهت اتهامات لإيران بالتدخل في الشأن اليمني عبر دعم الحوثيين، غير أن طهران تنفي تلك الاتهامات، بل وصفت عملية عاصفة الحزم التي تقودها السعودية في اليمن بأنها “عدوان”.
وفي وقت سابق قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن بلاده على علم بأن إيران تدعم الحوثيين، لكنه أشار إلى أن واشنطن لن تقف مكتوفة الأيدي ولن تتخلى عن حلفائها في المنطقة.
إعتراف إيران بدعمها للحوثيين وتعيّنها حسن إيرلو “حاكما عسكريا” لصنعاء
أثار إعلان وزارة الخارجية الإيرانية عن وصول سفير جديد لطهران لدى الحوثيين في صنعاء جدلا في الأوساط السياسية والإعلامية اليمنية حول دلالات وتوقيت هذا الإعلان الذي جاء بعد ساعات فقط من استكمال عملية تبادل الدفعة الأولى من الأسرى بين الحكومة اليمنية والحوثيين بموجب اتفاق ستوكهولم.
وجاء الإعلان الإيراني على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده الذي كشف عن وصول “السفير” الإيراني الجديد حسن إیرلو إلى صنعاء.
وقال زاده في تصريح لوكالة أنباء فارس الإيرانية، السبت، إن “السفير الجديد سيقدم قريبا نسخة من أوراق اعتماده لوزير الخارجية في حكومة الإنقاذ الوطني (حكومة موازية تابعة للحوثيين وغير معترف بها دوليا) هشام شرف كما سيقدم أوراق اعتماده لرئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن مهدي المشاط”.
وتأتي الخطوة الإيرانية في سياق محاولات حثيثة لكسر العزلة الدبلوماسية والسياسية التي تعاني منها الميليشيات الإيرانية منذ انقلاب سبتمبر 2014 ومغادرة طواقم البعثات الدبلوماسية العربية والدولية العاصمة صنعاء.
واستقبلت طهران في وقت سابق ممثل الحوثيين إبراهيم محمد الديلمي باعتباره سفيرا لليمن في إيران، كما سلّم النظام السوري مقر السفارة اليمنية في دمشق لممثل الحوثيين، في ظل معلومات أوردتها مواقع إعلامية حوثية عن نقل طائرة أممية لسفير حوثي جديد إلى دمشق هو عبدالله صبري خلفا للسفير السابق نايف القانص.
ووجه ناشطون وسياسيون يمنيون اتهامات للأمم المتحدة بنقل ممثل طهران لدى الحوثي حسن إيرلو الضابط في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إلى صنعاء عن طريق الطائرات التابعة للأمم المتحدة، وهو ما نفاه الحساب الخاص لمكتب المبعوث الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث على تويتر، داعيا الإعلاميين إلى التأكد من المعلومات قبل نشرها.
“السفير” الجديد ضابط في فيلق القدس
لم يمارس العمل الدبلوماسي وقام بمهمّات خارجية لحساب الحرس الثوري
وكشفت مصادر مطلعة عن وصول إيرلو إلى صنعاء على متن طائرة عُمانية قادمة من مسقط تحمل العشرات من جرحى الحوثيين.
وأشارت المصادر إلى احتمال وصول إيرلو من خلال وثيقة سفر مزيفة صادرة عن الجماعة الحوثية، حيث لم تخضع الطائرة العُمانية للتفتيش من قبل التحالف العربي، كونها وصلت إلى مطار صنعاء في إطار تفاهمات دولية ووساطات أفضت إلى إطلاق رهينتين أميركيتين لدى الحوثي، تم الإفراج عنهما بموجب الصفقة، إلى جانب تسليم جثمان جندي أميركي.
ولم تستبعد المصادر أن يكون وصول الضابط البارز في الحرس الثوري الإيراني والمسؤول عن عمليات فيلق القدس في اليمن حسن إيرلو قد تم في إطار صفقة سرية بين الحوثيين والإدارة الأميركية التي تسعى إلى استثمار عملية تحرير الرهينتين واستعادة جثمان الجندي، في ملف الصراع المحتدم مع الديمقراطيين حول الانتخابات الأميركية.
ولفتت المصادر إلى تعمّد طهران تأخير الإعلان عن وصول إيرلو إلى صنعاء بعد الانتهاء من نقل أكثر من ألف أسير من مطارات صنعاء وعدن وسيئون بواسطة طائرات الصليب الأحمر الدولي، بهدف الإيحاء بأن المندوب الإيراني لدى الجماعة الحوثية قد يكون وصل عبر إحدى تلك الرحلات.
ووفقا للمصادر ” لم يعمل حسن إيرلو في أي منصب دبلوماسي من قبل، فيما تشير مصادر سياسية إلى دور بارز لعبه في إدارة العمليات الخارجية لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في العراق ولبنان ومن ثم اليمن.
وحسن هو شقيق القائد البارز في الحرس الثوري حسين إيرلو الذي لقي مصرعه في الحرب العراقية الإيرانية منتصف الثمانينات من القرن الماضي، كما ورد اسمه في تقارير إعلامية في العام 1999 بصفته خبيرا عسكريا وقائدا للتدريبات على الأسلحة المضادة للطائرات ومرشدا دينيا كبيرا في الحرس الثوري.
إدانة الحكومة اليمنية عملية تهريب السفير الإيراني إلى صنعاء
وأعلنت وزارة الخارجية اليمنية، إدانة الحكومة لما وصفته “قيام النظام الإيراني بتهريب أحد عناصره إلى الجمهورية اليمنية وتنصيبه سفيرا لدى ميليشيا الحوثي الانقلابية” معتبرة ذلك “مخالفة صريحة للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن بما فيها القرار 2216”.
ودعت الوزارة المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى إدانة هذه الممارسات والانتهاكات الإيرانية غير القانونية وتدخلها السافر والمستمر في الشؤون الداخلية لليمن.
واعتبر وزير الإعلام في الحكومة معمر الأرياني “أن إرسال طهران أحد ضباط الحرس الثوري كحاكم عسكري إيراني لصنعاء، إضافة إلى تصريحاتها الأخيرة عن نوايا لبيع السلاح للحوثيين، يكشف معالم المرحلة القادمة”.
وفي تصريح حول الدلالات السياسية للخطوة الإيرانية، قال وكيل وزارة الإعلام اليمنية نجيب غلاب إن السلوك الإيراني يدل على مدى استخفافه بالقانون والأعراف الدولية كما أنه تحد سافر للإرادة الدولية وللقرارات الأممية في ما يخص الشأن اليمني.
وأشار غلاب إلى أن إرسال ضابط في فيلق القدس التابع للحرس الثوري تحت يافطة سفير، مؤشر واضح على رغبة إيران في إشعال الحرب في اليمن بشكل مستدام وتأكيد على رفضها لكل الجهود المبذولة للوصول للحل السياسي والدفع بالحوثية لتنفيذ مخططاتها الإرهابية ضد اليمنيين وضد أمن الجوار ناهيك عن تهديدها للأمن والسلم الدوليين وأمن البحر الأحمر.
وأضاف “إرسال سفير بصلاحيات مطلقة وإن كان اعترافا بالحوثية كدولة خارج سياق الجمهورية اليمنية وتأسيسا لنزعة انفصالية في مناطق سيطرتها، إلا أنه من جهة أخرى يوضح أن الحوثية ليست إلا معسكرا إيرانيا معاديا لليمنيين والعرب وهذا السلوك يدل على مدى إمعان إيران في تصدير الفوضى والإرهاب وزعزعة أمن المنطقة كما يأتي هذا الإعلان متزامنا مع تصريحات روحاني ورئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني الذي أكد على الحق في مد وتصدير السلاح إلى الحوثية”.