مانشيت

تحريف المناهج..وزراعة فكر طائفي ..إنتهاكات الحوثيين للمنظومة التعليمية في اليمن

مانشيت-خاص

منذ استيلاء الحوثيين على السلطة في أواخر العام 2014  وهم يرتكبون سلسلة من الإنتهاكات والجرائم في حق الشعب اليمني ولعل أهمها وأخطرها هي تلك الإنتهاكات  في المجال التعليمي وإصرارهم على تفخيخ المناهج التعليمية بأفكارهم الطائفية والسلالية ،ومحاولة تدمير المنظمومة التعليمية،وإنشاء جيل جديد مفخخ بتلك الأفكار ومتعصب للسلالة ومدمر فكريا.

تقارير حقوقية

قال المركز الأمريكي للعدالة ( ACJ ) إن هنالك انتهاكات كثيرة طالت العملية التعليمة في اليمن خلال فترة الحرب، بعد سيطرة مليشيا الحوثي على صنعاء نهاية ايلول 2014.

المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) في تقريره الأول “الجريمة المنسية” الذي يسلط الضوء من خلاله على الحالة الكارثية التي وصل إليها قطاع التعليم بفعل الحرب، قام بعملية رصد وتحقيق في جزء كبير من الانتهاكات التي مست العملية التعليمة وكل ما يتصل بها وعلى النحو الذي يلبى كافة المعايير القانونية.

وسرد التقرير كافة التأثيرات التي لحقت بالنظام التعليمي والعملية التعليمية والبنية المادية للمرافق والمنشآت التعليمية في عدد من المدارس الأساسية والثانوية، وتداعيات كل ذلك على التلاميذ والمعلمين عبر تحليل المعطيات والبيانات الميدانية؛ بما في ذلك الأضرار التي لحقت بمستقبل أعداد هائلة من التلاميذ والمعلمين نتيجة النزوح والتشرد بفعل الحرب القائمة بالإضافة إلى تردي الاحوال المعيشية ، وفقدان الكثير من اليمنيين لوظائفهم وتوقف الرواتب لعدد (170) الف معلم منذ اربع سنوات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين بصورة كاملة ، باستثناء ما كان يصرف من مبلغ مالي زهيد عن طريق اليونسف لبضعة اشهر ، وفي مناطق التابعة للشرعية بصورة متقطعة.

وقد تناول التقرير أثر الحرب على قطاع التعليم في ثمانية محاور جاءت كلها بعد السياق العام والإطار القانوني للتقرير.

حيث رصد التقرير عدد (49) حالة قصف واستهداف للمدارس في اكثر من محافظة في اليمن.كما رصد (21) حالة تفجير لمدارس تعليمية ودينيه ، انفردت جماعة الحوثيين بالمسؤولية عن جميع تلك الانتهاكات.

وذكر أنه رصد عدد (22)حالة لمدارس تم تحويلها الى ثكنات وسجون خاصة.

وأشار التقرير إلى أنه تم رصد عدد (1579) معلما قتلوا منذ بداية الحرب واصابة (2624) معلماً ، وفقاً للإحصائيات المقدمة لنا من نقابة المعلمين اليمنيين ، مسؤولية جماعة الحوثيين بنسبة تصل الى 80%.

ورصد التقرير عدد (621) معلم تعرضوا للاعتقال ، وعدد (36) معلما للإخفاء القسري وعدد (142) للتهجير القسري ، وتقع المسؤولية ما نسبته 70% على جماعة الحوثيين 25% على القوات التابعة للمجلس الانتقالي و 5% على القوات التابعة للحكومة الشرعية.كما رصد المركز الامريكي خلال العام المنصرم فقط تجنيد جماعة الحوثيين لعدد (100) حالة دون سن الخامسة عشر بمحافظة صنعاء وعدد (111) حالة بمحافظة عمران.

ونوه التقرير إلى أن اكثر من (170) الف معلم يعيشون في نطاق سيطرة جماعة الحوثيين يعانون انقطاع مرتباتهم منذ خمسة اعوام على الرغم من القدرة المالية للجماعة من صرف مرتباتهم الا انها تستغل هذا الجانب الانساني في مقايضات سياسيه بحته .

وأشار التقرير إلى تغيرات جوهرية في المناهج الدراسية من قبل الحوثيين يقوم على اساس العنصرية والطائفية والتحريض الديني والمذهبي

انتهاكات الحوثيين  في حق  التعليم والمعلمين

أقدم الحوثيون -منذ انقلابهم على السلطة الشرعية- على ممارسة الكثير من الانتهاكات في حق التعليم والمعلم معا، ابتداء من تعيين شقيق عبد الملك الحوثي وزيراً للتعليم، الذي لا يحمل أي مؤهل علمي يجعله مستحقا لهذا المنصب، سوى أنه درس على يد والده بدر الدين الحوثي، تلاها تغيير المناهج وزج سيرة مؤسس جماعتهم في المقررات الدراسية، ليصبح المعلم رسولهم في نشر أفكارهم المتطرفة للأجيال القادمة، محافظا بذلك على أبسط حقوقه، باستمراره في وظيفته دون الحصول على أدنى المستحقات، والعمل في الميدان ببطن خاوية، بعد أن حصرت خياراته بين أمرين فقط، العمل بدون راتب، أو الفصل والاستبدال.

لم يكتف الحوثيين  بارتكاب هذه الانتهاكات، بل قاموا بإقصاء 60 معلماً ومعلمة وعشرة من مدراء عدد من مدارس أمانة العاصمة، خلال أسبوع واحد فقط كمرحلة أولى قبيل بدء العام الدراسي، فضلاً عن قيامها خلال أربع سنوات باختطاف مئات المعلمين من مدارسهم ومنازلهم والزج بهم في سجونها، واتهامهم بالخيانة والعمالة.

إنها الوزارة التي لا تتوانى في ارتكاب أبشع الانتهاكات في حق هذا الجيل، إذ حولت المدارس الواقعة تحت سيطرتها إلى محاضن طائفية لتجنيد الطلاب للقتال بطرق مختلفة، وتنفيذ دورات تعبوية، وإصدار التعميمات المفخخة لخدمة أجندتها الهادفة لمسخ الهوية اليمنية، ومحاولة استبدالها بهوية دخيلة تقوم على توجهات وأفكار طائفية، مما أدى إلى تضاعف أعداد الطلاب المتسربين من المدارس. وبحسب إحصائيات رسمية، فإن عددهم وصل إلى 3.5 ملايين، مقارنة بـ1.5مليون كانوا قبل الانقلاب الحوثي.

 

تحريف  المناهج ..وتغيير تاريخ اليمن:

على مدى الأعوام الأربعة الماضية، سعت الجماعة الحوثية إلى تغيير المناهج التعليمية، وبالأخص في المرحلتين الابتدائية والإعدادية بشكل يخدم أفكارها وأيديولوجيتها، وزرع تعليماتها وأجنداتها في أذهان الطلاب، وعملت على تكريس تعليمات وصور ودروس “بدر الدين الحوثي”، وحذف الفتوحات الإسلاميةَ وسير الصحابة وأمهات المؤمنين من المناهج التعليمية.

مصادر تربوية بصنعاء كشفت عن إجراء المليشيات الحوثية تغييرات واسعة في المناهج الدراسية استهدفت بتغييراتها المناهج الخاصة بطلاب المرحلتين التمهيدية والأساسية، وقد تم هذا التغيير بشكل خاص في مواد القرآن الكريم والتربية الإسلامية، في محاولة منها لإضفاء طابع شرعي عليها.

ولفتت إلى أن اللجان الحوثية غيرت المنهج الدراسي لمادة القرآن الكريم الخاص بالصف الثاني والرابع الابتدائي، مضمنة إياه تفسيرات لعدد من السور تستند إلى ملازم حسين بدر الدين الحوثي، كما تضمنت دروساً تحرض على القتل والعنف والكراهية والفتنة، وتحث على ثقافة الموت، وتمجيد ما يسمى آل البيت والحسن والحسين.

مسؤول بوزارة التربية والتعليم، نتحفظ عن ذكر اسمه لدواعٍ أمنية، يحدثنا عن الهدف من هذا التغيير للمناهج قائلا: “المليشيات تسعى جاهدة إلى تغيير قيم المواطنة والمساواة والهوية الحضارية، وإذابة الفوارق الطبقية والعنصرية والطائفية في البلاد”.

وأضاف: “تلك الخطوات جريمة خطيرة تنذر بكارثة حقيقية ستعمل على تدمير مستقبل الأجيال، مما يهدد بتغيير فكر الأطفال، وخلق جيل مشوه وعدائي على المدى البعيد يعتنق الفكر الطائفي والمذهبي”.

وتابع: “منذ تسليم مقاليد وزارة التربية والتعليم ليحيى بدر الدين الحوثي، عملت المليشيات على حوثنة التعليم والعملية التعليمية، بتغيير المناهج الدراسية للمدارس الحكومية والأهلية، وتدريس مناهجها وأفكارها الطائفية المتطرفة، وهو ما من شأنه أن يتيح لهم السيطرة على عقول ما يقارب خمسة ملايين طالب في المرحلتين الأساسية والثانوية فقط”.

وأكد أن “المليشيات تسعى من وراء تغيير المناهج الدراسية إلى تفخيخ عقول الطلاب وشحنهم طائفياً، والزج بهم في جبهات القتال، وكذا تبييض صورتها كمليشيا انقلابية خاضت 6 حروب ضد الدولة، وهو ما تم من خلال حذف كل ما له صلة بتمرد صعدة في المناهج الدراسية، واستبداله بإشارات إيجابية عنهم، والانقلاب الذي قاموا به بصفته “ثورة”، فقاموا بالتحريف الواسع لتاريخ اليمن، وتغيير القضايا المتعلقة بالثورة اليمنية ضد النظام الإمامي وتمجيداً له، ومحاولة ترسيخه من جديد بعد أكثر من نصف قرن من الثورة عليه عام 1962 والانتقال للنظام الجمهوري”.

 

تقارير نقابية:

كشف تقرير نقابي  عن سلسلة من الانتهاكات الحوثية بحق العاملين بالقطاع التعليمي، وأكد التقرير مقتل 1500 من العاملين في القطاع التعليمي بينهم معلمون ومعلمات، وإصابة 2400 آخرين على يد مليشيات الحوثي منذ 4 سنوات.

وأشار التقرير إلى توثيق النقابة 276 حالة اختفاء قسري لمعلمين اختطفتهم مليشيات الحوثي من منازلهم ومدارسهم ولم يشاهد أي فرد منهم بعد ذلك، كما لم تتلقَ عائلاتهم أي إجابة من الحوثيين بشأن مصيرهم.

كما وثق التقرير قيام الجماعة -منذ انقلابها على السلطة- بهدم 44 منزلاً من منازل المعلمين وسوّتها بالأرض باستخدام الألغام في محافظات صعدة وعمران وحجة وصنعاء.

وأشار إلى أن 60% من إجمالي العاملين بالقطاع التعليمي باليمن البالغ عددهم 290 ألف موظف لم يحصلوا على رواتبهم منذ 4 أعوام بعد أن نهبتها المليشيات الحوثية وسخرتها لأتباعها وللمجهود الحربي.

أما تهجير المعلمين من منازلهم ومدارسهم ومناطقهم فإنه أصبح سمة أربع سنوات من الحقد الحوثي على اليمنيين، حيث فر آلاف المعلمين من بطش واضطهاد المليشيات الحوثية الإرهابية، وأصبحوا بلا مأوى أو عمل، الأمر الذي شكل معاناة أخرى لقطاع واسع من التربويين.

 

اعتداءات  بحق الطالب والمعلم:

لم تكتفِ الجماعة بتلك الانتهاكات لإخضاع العملية التعليمية بالكامل تحت تصرفها، بل عمدت إلى إغلاق بعض المدارس واقتحام أخرى، والاعتداء والتهديد واختطاف مدرسين وطلاب وتعذيبهم.

فعلى سبيل المثال، في العام 2019 أغلقت مدرسة الروضة بقرية القابل شمال العاصمة صنعاء، ومنعت الطلاب من دخولها بحجة احتمال استهدافها بغارات التحالف.

– اقتحمت مدرسة الصديق في حي عصر بالعاصمة صنعاء، وقامت بإنزال العلم الجمهوري من سارية المدرسة، ومنعت الطلاب من ترديد النشيد الوطني، وعينت مشرفاً من عناصرها على المدرسة، ليمارس كافة الوسائل لتعبئة الطلاب بالأفكار الطائفية، وتحريضهم على الانضمام إلى صفوف المليشيا، مقابل امتيازات خاصة سيحصلون عليها.

– اقتحمت المليشيات مدرسة صروح المجد الأهلية بصنعاء واعتدت على المعلمات لإجبار الطلاب على التجنيد.

– نفذت لجان تابعة للحوثي نزولا ميدانيا إلى مدرسة الإتقان بالحصبة، ضمن برنامج لاستجواب الكوادر التربوية في المدارس المستهدفة بتحقيقات حول نوع التخصص وأرقام الهواتف.

– تعرضت إحدى مدرسات مادة التربية الإسلامية بمدرسة شهداء الجوية في بني الحارث، للتحقيق بعد أن سألتها طالبة حوثية عن مصير شهداء المليشيات، فأجابتها المعلمة بقولها: “الله أعلم”، على إثر ذلك وفي اليوم التالي مباشرة، داهم المسلحون المدرسة بالتعاون مع مديرة المدرسة “ريم المحويتي” للتحقيق مع تلك المعلمة، بل وصل الأمر إلى التحقيق مع الطالبات وتهديدهن باعتقال أهاليهن وسجنهم.

وفي الـ14من مارس 2019، اعتدى قيادي حوثي يدعى “أحمد الكبسي” على الطالبة “سمية الشهاري” بمدرسة حفصة للبنات، لانتقادها سير العملية التعليمية بعبارة ساخرة على ورقة الامتحان، بل وصل الأمر إلى تهديد المليشيات للطالبة بإعدام والدها وأخيها، واستدعت الإدارة ولي أمرها وأجبرته على الاعتذار نيابة عن ابنته قبل أن تصعد القضية أكثر وينفذ الحوثيون تهديدهم بإعدامه مع نجله.

– وفي 8 أبريل، أقدمت مليشيا الانقلاب على قطع أصبع الإبهام لوالد المعلمة “ناهد الفودعي”، بعد اختطافه وتعذيبه على خلفية رفض ابنته (المعلمة) لإملاءات المليشيات واتهامها بالتحريض ضدهم، وقد تم استدعاء جميع مدرسات مدرسة حليمة السعدية بالحصبة وسط العاصمة صنعاء للحضور إلى منطقة الثورة التعليمية للتحقيق معهن إثر تهمة التحريض التي اتهمت بها المليشيات تلك المعلمة.

توجيه  ممنهج للإذاعات المدرسية وتنفيذ دورات طائفية:

أصدرت المليشيات تعميما للمدارس في صنعاء والمناطق الأخرى الخاضعة لسيطرتها تلزمها بإقامة إذاعات مدرسية موجهة بما يتوافق مع أفكارها، وإلقاء الخطابات التحريضية المعممة من قبلها.

وضمن التعميمات الموجهة للمدارس، تعميم خاص يجبرها على إقامة سلسلة فعاليات بإحياء عدة مناسبات طائفية، إحدى هذه المناسبات ذكرى وفاة حسين بدر الدين الحوثي، حيث وجهت بإيقاف العملية التعليمية في جميع المدارس الحكومية والأهلية بأمانة العاصمة لمدة شهر كامل، واستبدال الحصص الدراسية بفعاليات دعائية لصالح الحوثيين طيلة هذه المدة.

وفي 18 فبراير الماضي، صدرت أوامر بإيقاف التعليم في مدرسة الموهوبين، مدرسة جمال عبد الناصر بصنعاء، من أجل تنفيذ دورات طائفية إجبارية لجميع الطلاب، يتم فيها تدريس الفكر الحوثي، كما قامت بإلغاء تدريس مادة القرآن الكريم في مدرسة الميثاق في قاع القيضي بمديرية السبعين جنوب العاصمة صنعاء، واستبدلتها بدروس ودورات طائفية.

كما فرضت مدرسين موالين لها لتدريس مادة التربية الإسلامية على مدارس الرشيد بحي السنينة بصنعاء ومدارس أخرى، في سياق تسييس التعليم لخدمة مشاريعها الخاصة.

وفي 4 أبريل الفائت، استخدمت مليشيات الحوثي مدرسة جمال جميل بمديرية التحرير بصنعاء لإقامة ندوة ثقافية لموظفي المنطقة والمجلس المحلي، وتم خلالها نقل محاضرات عبر الدوائر التلفزيونية لعبد الملك الحوثي. وحسب مصادر تربوية، فإن عددا من مدراء المناطق التعليمية ومدراء المدارس انسحبوا من اللقاء بطريقة مفاجئة فور بدء كلمة زعيم المليشيات عبر دائرة تلفزيونية.

جاء ذلك بعد دعوة الوزارة جميع المدراء للحضور إلى مكتب التوجيه والإرشاد للمشاركة في برنامج طائفي تعبوي تنفذه لجميع موظفي المؤسسات الحكومية في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

 

 

 

 

Exit mobile version