كلما أُوقدت نار الحرب ضد مليشيا الحوثي الموالية لإيران يتدخل إخوان اليمن للعبث بها باختلاق معارك جانبية ووهمية.
وتزامنا مع العملية العسكرية الواسعة التي أطلقها الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، الجمعة، لاستكمال تحرير محافظة البيضاء، قامت مليشيات الإخوان بمحافظة أبين بافتعال معركة جانبية لإعاقة عملية التحرير.
وتمكنت قوات الجيش ومقاومة البيضاء من تحرير مساحات كبيرة في جبهتي الزاهر والحازمية بإسناد من المقاومة الجنوبية في أبين، قبل أن تتلقى الأخيرة طعنة في الظهر إثر اقتحام مليشيات الإخوان مدينة لودر الواقعة على خطوط الإمداد.
وأكدت المقاومة الجنوبية، أن اقتحام الإخوان لودر وإشعال المعارك فيها تسبب بعرقلة أعمال الجبهة وتحركاتها تجاه العدو الحوثي، مشيرةً إلى أن المليشيا الانقلابية هي المستفيد الوحيد من هذه الأحداث.
وتسعى القوات الإخوانية إلى الزحف جنوبا نحو المناطق المحررة وإعاقة تحرير المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين بموجب تفاهمات حوثية إخوانية هدفها القضاء على الخصم المشترك لهما، المجلس الانتقالي الجنوبي.
وبدعم تركي أنشأ الإخوان في اليمن عشرات المعسكرات والتشكيلات العسكرية الموازية والرديفة للقوات الحكومية تعمل تشويه مناطق نفوذ الحكومة الشرعية تماشيا مع الأجندة الإيرانية.
وعقب انطلاق معركة البيضاء حرصت أبواق الإخوان الإعلامية على حرف مسار المعركة والتحريض ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، وتلفيق جرائم القصف الحوثي ضد المجلس، بهدف إعاقة التقدم في البيضاء وإفشال اتفاق الرياض.
الصحفي والسياسي، سعيد بكران، قال إن “كل تحركات تشكيلات الإخوان العسكرية باسم الشرعية موجهه لتحرير المحرر من الحوثيين وإعاقة تحرير ما تحت قبضة الحوثي والشواهد كثيرة”.
وأشار رئيس تحرير “عين العرب” في حديثه إلى أنه “في جبهة لودر والبيضاء تقع قوات الحوثي على بعد عشرة كيلو من معسكرات الإخوان، وبدلا من تحريك تلك القوات باتجاه الحوثيين افتعلت معركة جانبية في لودر المحررة والتي تقع معسكراتهم أصلا حولها بل فيها”.
وأضاف: “يبدو جليا أن هناك ترتيبات حوثية إخوانية أفضت إليها المساعي الأخيرة لوقف التقدم الحوثي نحو مأرب مقابل تحركات منسقة للطرفين نحو عدن والساحل الغربي لإسقاط الانتقالي والمقاومة الوطنية في الساحل الغربي، أولا وهما عدو مشترك للإخوان والحوثيين قبل الشروع في التفاهمات النهائية”.
ويستنتج بكران من ذلك أن “الإخوان والحوثيين قررا التحرك معاً نحو السلام المزعوم بينهما للاستئثار بتقاسم اليمن وهذا لن يحدث إلا إذا تم التخلص من طرفي المعادلة الوطنية الانتقالي والمقاومة الوطنية”.
من جهته، أكد الخبير العسكري العميد ثابت حسين صالح، أن استراتيجية فرع تنظيم الإخوان في اليمن (حزب الإصلاح) منذ بداية الحرب لم تكن تستهدف الحوثي بالدرجة الأولى.
وأوضح في تصريح بأنه كان واضحا منذ بداية الحرب أن استراتيجية حزب الإصلاح تقوم على توجيه جهده الرئيسي ليس لمحاربة الحوثيين واستعادة الشرعية إلى صنعاء بل لمحاربة الحراك الجنوبي، فالمقاومة الجنوبية ومن ثم المجلس الانتقالي الجنوبي”.
ليس هذا فحسب -يضيف الخبير العسكري- “بل إن الوحدات العسكرية التي وقعت تحت سيطرة قيادات حزب الإصلاح كانت إما متهاونة أو متهادنة مع الحوثيين وإما تسلم لها مواقعها وأسلحتها كما حصل في نهم والجوف ومريس وصرواح…الخ”.
وتابع: “أما معارك حزب الإصلاح الجانبية فحدث ولا حرج، سواء في الجنوب أو في تعز، ناهيك عن تعطيل الخدمات ودعم الجماعات الإرهابية، أخر هذه الخدمات التي يقدمها حزب الإصلاح للحوثيين ما حدث في لودر ومودية من أعمال تستهدف عرقلة جهود تحرير البيضاء ودعم مقاومي مأرب”.
*المصدر: العين الإخبارية