مانشيت

باعدوا من طريقنا

رئام الأكحلي

“باعدوا من طريقنا” هكذا يرفع  أبطال ” العمالقة ” أصواتهم وبنادقهم، في وجوه الحوثيين ويضيفون ” سنحرر هذه الأرض .. ولتكن عصية أبد الدهر على أطماع فارس”.

يسطر أبطال المقاومة الجنوبية ملاحم بطولية في شبوة بعد تمكنهم من دحر المليشيا الحوثية من بيحان وعسيلان في سابق الأيام،وبإعلانهم الأثنين عن تمكنهم من السيطرة على منطقة “نجد مرقد” واللواء 153 التابع للحوثيين وآخر معاقلهم في محافظة شبوة ، ثم إعلانهم لاستكمال عملية التحرير أمس الثلاثاء،لتصبح  كامل مديريات شبوة الـ17 تحت سيطرة الجيش والحكومة الشرعية،فيما تفر عناصر مليشيات الحوثي باتجاه محافظة البيضاء المجاورة لشبوة.

شبوة المحافظة التي تتمثل في استعادتها أهمية عسكرية كبيرة، فمن يسيطر على شبوة يتحكم بأهم مفاصل جغرافية الدولة،هذه المحافظة الإستراتيجية في الجنوب الشرقي لليمن، تحاذي مأرب كبرى المحافظات النفطية في اليمن من جهة الشمال، ومن الغرب محافظة البيضاء التي تعتبر قلب الجغرافية اليمنية،كما أنها تشكل حاجز حماية للمحافظات الشرقية أي حضرموت والمهرة.

وتكمن أهميتها في مواردها الطبيعية، إذ تضم حقولا ومنشآت نفطية، وميناءين استراتيجيين لتصدير الغاز والنفط،ممايجعل المليشيا تستميت للسيطرة عليها،والتحكم بمواردها،خاصة في ظل عدم امتلاك المليشيا لأي حاضنة شعبيةفي المنطقة،بحسب خبراء ومراقبون.

وعطفا على هذا الأمر فقد لجأ الحوثيون،كما هي عادتهم ،إلى زرع الألغام في محيط المحافظة، وفي قلب مديرياتها،حيث تحدثت منظمات حقوقية عن تقارير مفزعة تفيد بتلوث جميع مناطق عسيلان ،وبيحان، بمحافظة شبوة غربي اليمن بالألغام والعبوات الناسفة والذخائر غير المنفجرة ؛ بما في ذلك المناطق السكنية.

وأكدت المنظمات سقوط أعداد من المدنيين قتلى وجرحى في تلك المناطق جراء انفجار تلك الألغام، مشيرة إلى تقارير رصد حقوقية  ، تتحدث عن مقتل 5 مدنيين وإصابة آخرين خلال الساعات الماضية،كما ضمت صوتها إلى الأصوات الداعية إلى تريث النازحين عن العودة إلى منازلهم في بيحان وعسيلان حتى يتم تطهيرها، من الألغام والعبوات الناسفة ومخلفات الحرب، فعلى الرغم من عودة مظاهر الحياة،بشكل تدريجي وحذر في المناطق المحررة ،واستبشار المواطنين والسكان المحليين ،ومختلف القوى السياسية بهذه الإنتصارات ،إلا أن شوكة الألغام لاتزال قائمة ،وتمتلك القدرة على إدماء قلوبهم جراء حوادث إنفجارها وتسببها بكوارث إنسانية ،قد تستمر لسنين طويلة تمتد إلى مرحلة مابعد الحرب.

الإنتصارات التي حققها أبطال العمالقة ،والذين لايزالون يواصلون تقدمهم نحو المناطق المجاورة -والتي كان قد أحكم الحوثيون السيطرة عليها -حظيت بإحتفاء شعبي كبير،يظهر هذا الأمر جليا،من خلال ردود أفعال السكان ، والقوى السياسية والناشطون الحقوقيون بل ان الأمر تجاوز المستوى المحلي والشعبي وانتقل الى الإعلام العالمي والصحف المحلية، والوكالات والتي تتابع بإهتمام بالغ هذه الإنتصارات والتقدمات.

الأحداث الأخيرة والتي تسبق هذه الانتصارات كانت قد تسببت بانتشار موجة إحباط عارمة ،في أوساط الرأي العام اليمني ،المتابع بشغف خط سير المعارك، والذي استبشر خيرا في انتصارات وتقدمات العمالقة الأخيرة،حيث أعادت له الأمل في استعادة معالم الدولة،تلك التي اختطفها الحوثيون وحاولوا إنهاء جميع مظاهر الحياة فيها .

نحن نستحق،نستحق أن نحظى بدولة ،يتغلغل النصر في كل ذرة من ترابها، تحت لواء قوى سياسية ،وعسكرية يكون ولائها الأول والأخير للوطن،الوطن ولاشيء عداه .

Exit mobile version