فخر العزب:
نجحت قوات العمالقة برسم خريطة جديدة للواقع العسكري على الأرض من خلال التقدمات العسكرية التي حققتها في إطار العملية العسكرية التي بدأتها مؤخرا تحت اسم إعصار الجنوب، وهو ما يمثل أهمية بالغة للمسار العسكري للشرعية، ويمنحها أوراق ضغط ظلت تفقدها تباعا خلال السنوات الماضية، بسبب الهزائم التي منيت بها في نهم والجوف ومأرب وشبوة والبيضاء.
في العام 2016 عقب نجاح المقاومة الجنوبية وبدعم من دول التحالف العربي بتحرير مدينة عدن وعدد من المحافظات الجنوبية، صدر قرار جمهوري ينص على دمج المقاومة الشعبية في الجيش الوطني.
وقد تمت عملية دمج المقاومة في الجيش بطريقة مخالفة للأسس العسكرية والمهنية المتعارف عليها، بل تم الاعتماد على الولاءات الحزبية والمناطقية والشخصية، وهو ما أسفر عن بناء جيش وهمي وصفه وزير الدفاع الفريق المقدشي بأن 70٪ من قوامه عبارة عن جيش وهمي يتواجد في الكشوفات فقط.
في تلك الأثناء كانت المقاومة الجنوبية تعمل على بناء ألوية بديلة بحيث يتم بناؤها على أسس ومعايير عسكرية متعارف عليها، ليتم تشكيل قوات العمالقة بدعم من القوات المسلحة الاماراتية، حيث بدأ تشكيل هذه القوات بأربعة ألوية عسكرية فقط تحت قيادة أبو زرعة المحرمي، ليصل قوامها اليوم إلى 17 لواء عسكري وبقوام 50ألف فرد، تم تدريبهم على كافة الفنون العسكرية كالاشتباكات والاقتحامات وحرب الشوارع وغيرها.
ميدانيا نجحت هذه القوات بتحرير مدينة وميناء المخا ومساحات شاسعة من الساحل الغربي وكذا عدن ولحج والضالع وشبوة وأبين، وهو ما جعلها محل ثقة الشارع اليمني الذي بات يعلق عليها آماله في استكمال تحرير المحافظات التي لا تزال تحت سيطرة الانقلابيين الحوثيين.
مؤخرا نجحت قوات العالقة بتحرير مديريات محافظة شبوة الاستراتيجية بالكامل في إطار عملية عسكرية أطلق عليها اسم “إعصار الجنوب” وتوجهت القوات إلى محافظتي البيضاء ومأرب لتحرير المحافظتين من قبضة ميليشيا الحوثي، غير أن هذه التقدمات قد أزعجت بعض الأطراف المحسوبة على الشرعية والتي عملت عبر وسائل إعلامها الممولة خارجيا على التقليل من هذه الانتصارات، ونسبها إلى غير قوات العمالقة، ومن ثم الاصطياد في الماء العكر عبر التساؤل عمن سيدير محافظة شبوة بعد تحريرها من قبل هذه القوات، في إشارة إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي هو من سيدير المحافظة الغنية بالنفط.
وبالنظر إلى تشكيلة هذه القوات فإن المقاومة الجنوبية تمثل نواة تشكيلها، وتمثل الجزء الأكبر من قواها، بالإضافة إلى المقاومة التهامية، كما أنها تستوعب في قوامها أفرادا من جميع المناطق اليمنية دون استثناء.
أما أيدلوجيا فإن التيار السلفي يمثل الجزء الأكبر من قوام هذه القوات، ويمتاز التيار السلفي بامتلاك عقيدة قتالية عالية، كما أنه يعزف عن تولي المناصب والمراكز القيادية في الدولة على عكس التيارات السياسية، ولعل أبرز مميزات التيار السلفي يتمثل برؤيته لمنصب رئيس الجمهورية الذي يعتبره وليا للأمر وطاعته واجبة.
وتتحمل القوات الاماراتية مهمة تسليح ودعم ألوية العمالقة منذ تشكيلها، كما أنها تساند عملياتها العسكرية بطلعات جوية مكثفة ساهمت بتحقيق انتصارات عسكرية ملموسة لعل آخرها هو تحرير محافظة شبوة الاستراتيجية في عملية عسكرية استغرقت عشرة أيام فقط.
من وجهة نظر الناشط كمال شعلان في حديثه لـ”مانشيت” فإن قوات العمالقة ونتيجة التدريب والدعم الاماراتي اللامحدود مع امتلاكها العقيدة السلفية أصبحت قوة ضاربة في الميدان، ومواصلتها للمعركة واستمرارها رهين بمدى جدية التحالف ومصالحه في آن واحد”.
وينوه “شعلان” إلى أن قوات العمالقة تدين بالولاء للرئيس عبدربه منصور هادي وذلك من جانب عقائدي باعتبار ذلك طاعة ولي الأمر، فالعداء مع الحوثي بالنسبة لها هو عداء عقائدي وهذا يجعلها أكثر حدة وشراسة في القتال بعكس القوات الحكومية المحسوبة على الاخوان أو قوات طارق فالعداء عندها سياسي لا أكثر، كما أن هناك جانب مهم في بنية قوات العمالقة وتكويناتها برغم الأكثرية الجنوبية إلا أنها لا تعمل بنفس مناطقي، وهذا يعد عاملا مهما من عوامل قوتها وقبولها لدى الناس، ويزيد من حجم حاضنتها الشعبية التي تزداد بشكل يومي”.
ويرى مراقبون أن ألوية العمالقة تمتلك جميع المقومات التي تؤهلها لاستكمال تحرير المحافظات التي لا تزال تحت سيطرة جماعة الحوثي الانقلابية، حيث أن ألوية العمالقة تملك عداد بشري متواجد فعليا على الأرض بقوام عشرات الآلاف من الأفراد المدربين والمؤهلين، كما أنها تمتلك العقيدة العسكرية والتسليح الكافي لقيادة معارك التحرير، غير أنها تواجه في نفس الوقت خطرا تفرضه بعض القوى المحسوبة على الشرعية والتي تسعى لاختلاق معارك جانبية كما هو حاصل في منطقة شقرة بأبين وفي شبوة أيضا.
ويبقى المسار السياسي المتعلق باستئناف خطوات تطبيق اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة الشرعية والانتقالي الجنوبي من أبرز العوامل التي ستؤثر على مسار العمليات العسكرية لقوات العمالقة، خاصة مع التصعيد الاعلامي الذي تمارسه بعض القوى المحسوبة على الشرعية بهدف تعطيل تنفيذ الاتفاق، وبلغ هذا التصعيد ذروته في مهاجمة ورفض القرار الجمهوري الذي تم بموجبه إقالة محافظ شبوة السابق بن عديو.