مانشيت

تبدأ برحلة سياحية وتنتهي بمتاريس قتالية.. الحوثي يختطف أطفال عمران

مانشيت-متابعات

خلال الأسابيع الماضية، تصاعدت حالات الإبلاغ عن اختطاف العشرات من الأطفال بعضهم لا يتعدى 15 عاماً في مديريات مختلفة من محافظة عمران، شمال صنعاء، الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي- ذراع إيران.
ظاهرة مخيفة أثارت الكثير من الغموض خصوصاً وأن اختفاء الأطفال يكون مفاجئاً عقب أيام فقط من إقامة مشرفين حوثيين لمحاضرات دينية متطرفة داخل المساجد والأحياء السكنية والمدارس والقرى النائية في المحافظة.
عشرات من الأسر في مديريات (مسور، حبور، ظليمة، شهارة، حوث، وصوير) أبلغوا الأجهزة الأمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين باختفاء أبنائهم بشكل مفاجئ، إلا أن تلك الأجهزة تكتفي بتسجيل محاضر الاختفاء من الأسر دون أي تحرك يذكر في البحث أو التحري لمعرفة ملابسات اختفاء الأطفال.
مصادر حقوقية في عمران أوضحت أن جميع الأطفال المختفين هم من المشاركين في الندوات والفعاليات الدينية التي أقامها مشرفون حوثيون زاروا المديريات خلال الأشهر الماضية، موضحة أن عملية الاختفاء منظمة تبدأ باستقطاب الأطفال وإعطائهم بمحاضرات دينية طائفية حول الجهاد وقتال اليهود والنصارى وأمريكا وإسرائيل، يتبعها تنظيم رحلات سياحية وهمية للأطفال المشاركين صوب الحدائق والملاهي ومدن الألعاب في صنعاء ومحافظة الحديدة الساحلية، إلا أن الأطفال يتم توجيههم صوب معسكرات تدريبية وبعدها المتاريس القتالية في الجبهات.
وأوضحت المصادر أن أطفالاً في مديرية صوير أفلتوا من شباك المشرفين الحوثيين، وقدموا شهادات وروايات حول كيفية إغراء أصدقاء لهم وإيهامهم بأخذهم في رحلات سياحية مجانية للاستمتاع بالسباحة في مياه البحر في الحديدة، مشيرة إلى أن الأطفال أكدوا في شهاداتهم أن جميع من ذهبوا في تلك الرحلة لم يعودوا.
بحسب المعلومات، يقوم المشرفون الحوثيون بإيصال الأطفال المغرر بهم والمختطفين في عدة محافظات يمنية إلى أحد المعسكرات التدريبية التابعة لهم، ويتم بعدها إخضاعهم لدورات ثقافية تحريضية على الإرهاب والقتل وسفك الدماء، إلى جانب تدريبات عسكرية واستخدام السلاح.
لا تزال الإحصائيات غير دقيقة بشأن أعداد الأطفال اليمنيين الذين يتم تجنيدهم من قبل مليشيات الحوثي، ذراع إيران في اليمن، وإرسالهم إلى جبهات القتال.
إلا أن الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، وهي منظمة أهلية غير حكومية، نشرت مؤخرا تقريرا قالت فيه إن فرق الرصد التابعة لها تمكنت من توثيق عمليات تجنيد إجبارية طالت (12341) طفلاً بعضهم لا يتجاوز أعمارهم (14) عاماً.
وأكد تقرير الشبكة أن الإحصائية التي تم توثيقها كانت خلال الفترة من 1 يونيو/ حزيران 2018م وحتى 1 يوليو/ تموز 2022م.
وأوضحت الشبكة أن (1716) طفلاً قتلوا في المواجهات أثناء إرسالهم من قبل مليشيا الحوثي والزج بهم في جبهات القتال، وأن العدد المذكور تم تشييعهم في مواكب جنائزية معلنة وجرى بثها عبر وسائل الإعلام الرسمية التابعة لمليشيات الحوثي.
في حين بلغ عدد الأطفال المصابين (3114)، تم توثيقهم من خلال سجلات أقسام الرقود في المستشفيات في مختلف المحافظات من بينها محافظات صنعاء والمحويت وذمار والحديدة وحجة وإب وتعز والبيضاء والضالع ومن الكشوف الخاصة بمؤسسة رعاية الجرحى التابعة لجماعة الحوثي، حسب التقرير.
مصادر حقوقية في مناطق سيطرة الحوثي تؤكد استمرار عمليات تجنيد الأطفال والدفع بهم إلى جبهات القتال، وأن هذه العمليات ارتفعت وتيرتها خلال فترة الهدنة الأممية الأخيرة (أبريل ـ أكتوبر) من العام الجاري.
*المصدر:نيوز يمن
Exit mobile version