مانشيت-متابعات:
دعا المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث أطراف الصراع في اليمن إلى تحقيق السلام الشامل، من دون أن يعلن عن خطوات جادة من الممكن البناء عليها لتحقيق هذا السلام، وهو ما يجعل دعوته شفوية بالأساس ولا تعكس رغبة حقيقية من قبل المجتمع الدولي لحل الأزمة اليمنية في ظل الاكتفاء فقط بطرح خطط لم تجد طريقها للتنفيذ.
تأتي دعوة غريفيث بمناسبة اليوم العالمي للسلام، والذي يتزامن أيضا مع ذكرى الانقلاب الحوثي على الشرعية، ومن المفترض أن تلقى دعوة غريفيث آذانا صاغية بعد 7 سنوات من الحرب التي قضت على الأخضر واليابس، لكن حتى الآن لا يوجد ما يبرهن على أن المجتمع الدولي لديه من القدرات ما تجعله يمارس ضغوطات حقيقية على إيران من أجل وقف تمويل المليشيات الحوثية.
حتى الخطوة الأخيرة التي اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية بفرض عقوبات جديدة على طهران فإنها تأتي بشكل أحادي من الإدارة الأمريكية ومن دون أن تحظى بموافقة مجلس الأمن وهو ما يقلل من فرص تطبيقها، وبالتالي فإن الحديث عن السلام في غياب أي ضغوطات غربية على إيران وحلفائها الذين يمولون المليشيات الحوثية ويعملون على تقوية شوكتها يمكن وصفه بـ”الهراء”.
يحاول المبعوث الأممي التأكيد على أنه جاد في خطواته نحو السلام ويضع الكرة في ملعب الأطراف اليمنية التي توجه إليها بخطاب استجدائي من أجل حثها على الدخول في مباحثات سلام شاملة، لكنه تناسى أن الأمم المتحدة التي كان عليها أن تفرض تطبيق اتفاق السويد لم تقم بدورها وتركته أداة تستغلها المليشيات الحوثية لتصعيد عملياتها الإرهابية في الحديدة.
يرى مراقبون أن أي دعوة للسلام ما لم تكن مصحوبة بخطوات فاعلة على الأرض وبضغوطات فاعلة على إيران تدفع المليشيات الحوثية للانضمام إلى المباحثات، على أن يكون ذلك مصحوبا بضغوطات عسكرية تضيق الخناق على العناصر المدعومة من إيران، لأنها من دون تلك الضغوطات فلن تجد ما يرغمها على الذهاب إلى طاولة المفاوضات مجددا حتى وإن حاولت خداع المجتمع الدولي بتأكيدها المتكرر على رغبتها في السلام.
وكان غريفيث قد أكد في رسالته التي وجهها للأطراف اليمينة: “في هذا اليوم، أتمنى أن تفكّروا وتجدوا الشجاعة اللازمة لتأخذوا الخطوة الأولى نحو منح اليمنيين السلام الذي يحتاجونه ويستحقونه”.
وأضاف: “لنعمل معا بشكل عاجل لإنهاء هذا النزاع بشكل شامل. لنعمل معا من أجل السلام”،، وقال: “في هذا العام، دفع الوباء الناتج عن انتشار فيروس كورونا معاناة اليمن إلى الحد الأقصى، ويعلّمنا الوباء في الوقت نفسه أن مصائرنا متشابكة أكثر من أي وقت مضى”.
ويوم الجمعة الماضي، أعلن المبعوث الأممي لليمن، مارتن غريفيث، انطلاق مباحثات تبادل المعتقلين بين مليشيا الحوثي الإرهابية وحكومة الشرعية، في جنيف، وطالب في كلمته، طرفي المباحثات بإنهاء المفاوضات وإطلاق سراح المعتقلين بشكل سريع.
*المصدر:المشهد العربي