تاتشات

سِحْر النكتة الصنعانية

علي الضبيبي

ل“النكتة” الصنعانية سحرها. وكما هي لهجة المُدن حلوة ، عند أهل البوادي والريف.

تظل اللكنة الصنعانية، آسرة وأكثر فتنة، عندما يمتع “الصناعنة”، الآخرين بتعليقاتهم الذكية، على تصرفات الحياة اليومية، أو مثل تعليقات المرحوم يحيى ناصر الدُّرة على بعض المشاركات في برنامج “فتاوى”.

 

تزخر الذاكرة الصنعانية، بالنكات الطريفة، على مر العصور. وتلك النكات الساخرة، تكتسب جمالها وسحرها الفريد، عندما يرويها اللسان الصنعاني نفسه.

ولأن صنعاء حالة فريدة بين جميع المدن، فإننا نجد النكتة، أحياناً على لسان القاضي أو الإمام أو التاجر أو مؤذن المسجد أو القشام، وأحياناً على لسان الجزار وهو يسلخ جلد الثور.

 

داخل إحدى شركات الصرافة بصنعاء، حاول موظف الكبينة تسليم الزبون حوالته، التي هي عبارة عن ربطة نقود من طبعة المائة ريال المهترئة، فاعتذر الزبون (شاب من صنعاء) عن عدم استلامها، ومتوسلاً إليه تبديلها بأوراق أخرى جديدة، لكن الموظف رفض: مابش إلا الموجود.. الزبون: لحظة لحظة، سمعت أيش حصل في حارتنا أمس؟ الموظف: أيش حصل؟ الزبون: عجوز سألها واحد كم عمرش يا حجة؟ قالت: مية. قال: أوووه قدش كبيرة.. قالت مالك ماعاد هي المية هذي الأيام! لحظتها انفجر الموظف بالضحك، ثم استبدل ربطة النقود بأخرى جديدة.

(1)

هرب عسكري من المعركة، فسأله عن فلان؟ قال: قتلوه. وفلان؟ قال: قتلوه. وهكذا كلما سأله قال: قتلوه. قال: أُخرط أُخرط.. قال: وأخرط أخرط قتلوه.

(2)

قال شخص لآخر : عليك في الشريعة بالإنكار لأن الإنكار كما يقول المثل؛ حمار الشريعة، فوصل إلى الحاكم وقدم دعوى على آخر، فقال: هذا منكر. قال الحاكم: جرب عليه شيء معك شهود أو بصيرة، قال: مابش معي شيء، لكن أنا منكر الإنكار!

(3)

دخل سارق إلى بيت عطل، وعندما خرج وجد صاحب البيت في الدرجان (درج البيت) قال: والله إن قدنا خازي منك حن مابش ما تسرق (خازي منك: مستحي منك).

(4)

ذهب رجلٌ وآخر إلى إحدى ضواحي صنعاء للتفسح، ووجدا اثنين من المزارعين، وهما يأكلان من وعاء كبير بداخله عصيد، واستمرا يأكلان والصنعاني وصاحبه مندهشان لأنهما قمشين تكفي الواحد منهما الخبزة، وبعد أن أتما العصيد أخذ أحدهما كوز ماء كبيراً وشرب كثيراً، فقال أحد أهل صنعاء لصاحبه: أبسر ابسر يا أخي بعد هذاك العصيد كلها يشرب هذا الماء كله، فقال صاحبه: فما عندك، ما يسحبها لا باب جحره تشتي سايله..!

(5)

رجل كان يتهم امرأته في شخص يعرفه، لكنه لم يستطع الظفر به، فشكا على صاحبه، فقال له عندما ترجع من صنعاء أوصل وأنت غارق وهيه عد تقل لك ما لك؟ قل: ما قد سمعت خبر خلاني موش، قالت: ما هو؟ قال: خليها على الله كلام ما يخرجش. قالت: مابلا قل لي أخي عيدخل صنعاء غدوة ولا قد شي به ربشه، قال: مابلا صيحوا إن المرأة تتزوج باثنين، قالت: هيا لاقدوه وقدوه أحمد عبدالله.. (لاقدوه وقدوه: إن كان ولا بد منه أحمد عبدالله، وهو الشخص المتهم).

(6)

أعطى أحدهم قطعة لحم فيها العُظمي كبيرة، وقال له: قيل إن الذي يأكل العظمين يظهر النور على وشه (وجهه)، جوّب قائلاً: والله لو هو صدق إن قد وش الكلب ساع القمر! (العظمي: هو العظم).

(7)

يحكى أن تركياً وزوجته باتا في سمسرة بذمار، فاعتدى أحد المسافرين على زوجة التركي، فقام التركي في ظُلمي يعس النائمين فتوهم في شخص فوضع فوقه فردة قنطرة، وذهب يدور السراج، فأخذ الشخص القنطرة ووضعها فوق شخص آخر نائم، فلما سرّج التركي وجد القنطرة فوق هذا الشخص النائم، فضربه ضرباً شديداً، وفي الصباح قال هذا البريء: والله إن مرة الأفندي مثل سفينة نوح…؟

وفي يوم من الأيام أبسر الشرطة يجرون شخصاً وهو يصيح: “أنا بريء”، فقال أحد الحاضرين: ما يغلط الله على بريء، فصاح هذا وقال: إلا غلط عليّ مرّة في ذمار.

(8)

تأخر رجل حتى أذان الفجر، فقالت زوجته: أين أنت لا ذلحين؟ قال: عاد الساعة ثلاثة (تسع بالتوقيت الزوالي)، قالت: اسمع قد بيوذن الفجر، قال: هذا مسجد جديد عادهم بيجربوه.

(9)

عاد أحد التجار من عدن وقال لزوجته: نسيت ما اشتري لش بشمق، قالت: وشكم أكبر بشمق!

(10)

دخل سارق إلى بيت كبير، لكنه لم يجد شيئاً، وكان صاحب البيت مستيقظاً، وعندما خرج السارق، قال له صاحب البيت: غلق الباب، قال: ما وقعْ لي مع أبوك!

(11)

يحكى أن بائع قشر كان يأمر خادمه ببل القشر، فقال المشتري: هذا صورته مبلول، فقال التاجر: ملعون إللي بله، ويقصد الخادم، فيقول الخادم في نفسه: ملعون إللي قله.

(12)

رجل ذهب للمبيت لدى صديقه ولكنه ابسر الكُتن ملان السقف مغوشات، فقال: كيف عنوم وهذه الكتن ملان السقف، قال صاحب البيت: لا تخاف مايسطنش ينزلين، قال: لِلْمه، قال: خايفات من القُمّلْ.

(13)

دخل رجل على زوجته ليلة الزفاف، وكان عمرها أكبر مما ظن، فقال: كم عمركم؟ قالت: خمسة وثلاثين أو أربعين، قال: ما عليناش من الكسور كم الميات يا ألف طالق.

(14)

قال أحد حفاري القبور: يا الله اقضِ حاجتنا بحق الفاتحة، فقال أحدهم لآخر: لا تقرأ الفاتحة فإنها على رأسي وإلا رأسك..

(15)

ياخي في ناس ما تفهمش، تقل له: خمس دقايق وانا عندك..

وكل نص ساعة يدق عليك: ياخي وييينك!

 

 

*المصدر: يمن سايت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق