ناقشت صحف ومواقع إخبارية عربية مسار التحقيق في حادث الانفجار بمرفأ بيروت، الذي أسفر عن مقتل 200 شخص على الأقل وإصابة مئات الأشخاص وتشريد مئات الآلاف.
وفي أعقاب استبعاد المسؤولين إجراء تحقيق دولي في الحادث، يقول البعض إن اللبنانيين غير واثقين في التحقيق الذي تجريه السلطات المحلية.
وسعى بعض الكتاب إلى تفسير رفض جماعة حزب الله إجراء تحقيق دولي في الكارثة.
ثقة “شبه معدومة”
في “البيان” الإماراتية، تقول وفاء عواد: “فيما تعيش بيروت واقعاً استثنائياً في ظل الدمار الذي لحق بها وترك الناس على تلال منازلهم المهدّمة، لا تزال الثقة في لجنة التحقيق التي شكّلتها حكومة حسّان دياب قبل استقالتها، شبه معدومة داخلياً وخارجياً، في ظل البطء الذي ينتظم التحقيقات”.
وتضيف الكاتبة: “وعلى وقع المطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الانفجار، لا يزال سير التحقيقات اللبنانية ‘سلحفائية‛، وفق مراقبين، ويتذرع بالقشور القانونية لتأخير الاستماع إلى هذا أو ذاك، من وزراء سابقين وحاليين، فيما وجّه ممثلو عائلات الضحايا نداءً إلى مجلس الأمن الدولي، لحضه على تعيين لجنة تحقيق دولية وإحالة الانفجار إلى محكمة دولية”.
وفي موقع “مصر العربية”، يقول أيمن الأمين: “فيما لم تصدر أي نتائج عن لجنة التحقيق رغم مرور مدة الخمسة أيام التي وعد المسؤولون أنها ستكون كافية للكشف عن المتورطين في انفجار المرفأ، يستمع المحققون إلى إفادات المسؤولين الإداريين والعسكريين، على أن يتبعهم وزراء تعاقبوا على وزارة الأشغال والمال”.
ونقل عن الكاتب والمحلل السياسي اللبناني رياض عيسى مطالبته بمحاكمات دولية للفاسدين، قائلاً: “لا نثق بأي محاكمة محلية، خصوصا وأن القضاء اللبناني مسيس إلى درجة كبيرة، ويتبع تلك الطبقة السياسية الحالية والتي يرفضها الثوار، ونحن نسعى لسحب ملف الانفجار من المدعي العام اللبناني، حتى يكون هناك غطاء دولي لتلك المحاكمات”.
وتحت عنوان “بعد انفجار بيروت.. لبنان إلى أين؟”، يقول محفوظ الفلاحي في موقع “سبأ نت” اليمني: “من المرجح أن هذا الانفجار سيتحول إلى زلزال سياسي يجعل لبنان أمام مشهد جديد سيتم خلط الأوراق فيه بشكل واسع”.
ويضيف: “منذ الوهلة الأولى شهدت الساحة السياسية في لبنان انقسامات بين دعوات لتحقيق دولي في ملابسات الانفجار ومطالب بالإبقاء على التحقيقات لدى الأجهزة المحلية، فقد سارعت القوى السياسية المعارضة للحكم في لبنان إلى المطالبة بإجراء تحقيق دولي بشأن الانفجار ودعا رؤساء الوزراء السابقون سعد الحريري وفؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وتمام سلام إلى الطلب من الأمم المتحدة أو الجامعة العربية لتشكيل لجنة تحقيق دولية أو عربية”.
من جهتها، سعت “السياسة” الكويتية إلى تفسير رفض الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله إجراء تحقيق دولي.
وتقول الصحيفة إن: “رفض نصر الله للتحقيق الدولي في كارثة المرفأ، يأتي استجابة لطلب إيران التي تريد الإمساك أكثر فأكثر بالورقة اللبنانية، وإبقاء لبنان ورقة مساومة مع الأمريكيين”.
وفي السياق نفسه، يقول علي شاهين الجزاف في “الوطن” البحرينية: “من الطبيعي جداً أن تتوافق رغبة الرئيس اللبناني ميشال عون مع رغبة ما يسمى بـ ‘حزب الله‛ اللبناني وأمينه العام حسن نصر الله بشأن رفض الطرفين إجراء تحقيق دولي لمعرفة الأسباب التي أدت إلى تفجيرات مرفأ بيروت المروع”.
ويتابع الكاتب: “هذا الرفض يفهم منه أن النتائج التي سيتوصل إليها التحقيق الدولي قد لا ترضي عون ولا نصر الله، وليس كما يدعيانه بشأن التدخل في السيادة اللبنانية التي أراها معدومة في ظل وجود ‘حزب الله‛ الذي أنشأ دولته الخاصة داخل الدولة اللبنانية”.
بالمقابل، يتساءل وفيق إبراهيم في صحيفة “البناء” اللبنانية: “لماذا الإصرار على تدويل لبنان؟”.
ويقول إن الانفجار “أعطى (تيار) 14 آذار حجة ملفقة بطلب تحقيق دولي في الموضوع، وهم يعرفون استحالة مثل هذا الأمر من دون موافقة الدولة اللبنانية التي تصرّ على سيادتها الوطنية”.